حدثني الشوق عن تباريحي

حَدَّثَني الشَوقُ عَن تَباريحي

أَن ضَنى الجِسمَ صَيقَلُ الروحِ

وَأَنَّ صُفرَ الوُجوهِ مُسفِرَةٌ

تُشرِقُ في اللَيلِ كَالمَصابيحِ

وَأَنَّ روحُ الإِلهِ مُطَّلِعٌ

عَلى المُحِبّينَ في التَراويحِ

أَفلَحَ عَبدٌ جَفا الكَرى سَهراً

بَينَ سُجودٍ وَبَينَ تَسبيحِ

خَلا بِمَولاهُ غَيرَ مُلتَفِتٍ

في الجَمعِ لِلفَرقِ غَيرَ تَلويحِ

أَصبَحَ مَنبِتُ سَيرِهِ فَلَهُ

مِن لُطفِ مَولاهُ أَيُّ تَرويحِ

شاهِدٌ ما غابَ في سَريرَتِهِ

وَطارَ إِحساسُهُ مَعَ الريحِ

لا مِثلَ مَن لُوِّنَت مَسالِكُهُ

فَتاهُ بَينَ المَهامِهِ الفيحِ

عَرِّض بِالحَقِّ في المِثالِ لَهُ

وَالفَوزُ لَونالَهُ بِتَصريحِ

مَولايَ إِنّي عَلَيكَ مُعتَمِدٌ

فَجُد بِفَضلٍ عَلَيَّ مَمنوحِ

وَنَجِّني فَالذُنوبُ مُغرَقَتي

وَأَنتَ نَجَّيتَ تابِعي نوحِ