أستغفر الله لا فخر ولا شرف

أَستَغفِرُ اللَّهَ لا فَخرٌ وَلا شَرَف

وَلا وَفاء وَلا دينٌ وَلا أَنُفُ

كَأَنَّما نَحنُ في ظَلماء داجِيَةٍ

فَلَيسَ تُرفَعُ عَن أَبصارِنا السُّجُفُ

تَزيدُ بِالبَحثِ جَهلاً إِن طَلَبتَ هُدى

وَهَل تُضيء لِعَينِ المُدلِجِ السُّدُفُ

وَفي الفَلاسِفَةِ الماضِينَ مُعتَبَرٌ

فَطَالَما قَصَدوا فيها وَما عَسَفوا

وَقَد أَتُوكَ بِمَينٍ مِن حَديثِهمُ

يَكادُ يَضحَكُ مِنهُ الحِبرُ وَالصُّحُفُ

ظَنٌّ بَعيدٌ وَأَقوالٌ مُلَفَّقَةٌ

تَخفى عَلى الغمرِ أَحياناً وَتَنكَشِفُ

الأَمرُ أَكبَرُ مِن فِكرٍ يُحيطُ بِهِ

وَالعُمرُ أَقصَرُ أَن يُلقى لَهُ طَرَفُ

فاعظِم بِدائِكَ إِن حاوَلتَ واضِحَةً

وَمُت بِهِ فَعَلى هَذا مَضى السَّلَفُ

جاءَت أَحاديثُ عَن قَوم أَظُنُّهُمُ

عاشُوا طَويلاً وَقالوا بَعدَ ما خَرَقوا

سَخيفَةٌ وَيَزيدُ المُخبِرونَ بِها

فَقَد تَجَمَّع سُوء الكَيلِ وَالحَشَفُ

يا حاكِمَ المِصرِ لا تَحفَل بِذَمِّهِمُ

فَإِنَّ كُلَّ قَضاء عِندَهُم جَنَفُ

وَلا يَغُرُّكَ مِن دَعواهُمُ قَسَمٌ

فَالقَومُ أَكذَب ما كانوا إِذا حَلَفو

يَدِينُ قَومٌ بِأَنَّ الشُّهبَ خالِدَة

وَعِندَ قَوم لَها وَقتٌ وَتَنصَرِفُ

وَما رَضيتُ بِعَقلي في جِدالِهِمُ

وَلا تَوَهَّمتُ إِلّا غَيرَ ما وَصَفوا

يا أُمَّ ذُفرٍ جَزاكِ الله صالِحَةً

وَإِن أَضافَ إِلَيكِ القَومُ ما اقتَرَفوا

قالوا يُغَرُّ بِهِم جَهلاً وَعِندَهُمُ

مِنَ المَواعِظِ فيكِ المَوتُ وَالخَرَفُ

وَما تَرَكتِ قَبيحاً تُعرَفينَ بِهِ

لَو كانَ يَأَنَفُ مِنكِ الهائِمُ الدَّنِفُ

وَرُبَّ قَوم أَضاعوني وَقَد فَهِموا

قَدري فَما أَنكَروا فَضلي وَلا عَرَفوا