ألا أرقت للمع برق سار

أَلا أَرقت لِلَمعِ بَرقٍ سارِ

باتَت تُجَرِّدُهُ يَدُ الأَمطارِ

يَبدو وَيُخفيهِ الحَيا فَكَأَنَّهُ

عَزمٌ تجاذبهُ مِنَ الأَفكارِ

وافى عَلى شُعثٍ أَضاعَ كَراهُمُ

خِصبُ اللِّئامِ وَضَيعَةُ الأَحرارِ

عَمَدوا إِلى أَسيافِهِم فَكَأَنَّها

آلَت لِتُنجِدَهُم عَلى الأَقدارِ

يَحدو بِعِزِّهِمُ كَريمُ قَبيلَةٍ

ذُلُّ العَدوِ بِها وَعِزُّ الجارِ

يَرتاحُ لِلبَرقِ المُضيء وَلَو رَمى

في كُلِّ جارِحَةٍ بِحَذوَةِ نارِ

أَخيال عَذبَةَ ما هَداكِ لِعُصبَةٍ

صَحَبوا الدُّجا نَشوى بِغَيرِ عُقارِ

ما زالَ عَضبُ البَينِ يَفري شَملَهُم

حَتّى طَرَقتَهُمُ عَلى الأَكوارِ

يا دارُ سُقيا لِلكَثيبِ وَصَحبُنا

آرامُهُ وَاللَّيلُ لَونُ عِذارِ

أَيّام فيكَ إِذا تَشاء يَدُ الهوى

جادَت بِبَدرِ دُجاً وَشَمسِ نَهارِ

قَصُرَت لَيالِيهِنَّ إِلّا أَنَّها

تَذَرُ النُّفوسَ طَويلَةَ التَّذكارِ

فَسَقى طُلولَكَ كُلَّ مُدَّلِج

مُتكَفِّلٍ بِتَبَسُّمِ الأَزهارِ

هَزِجٌ يُنَظِّمُ فَوق أَجيادِ الرُّبا

سِمطَي عَرارٍ فائِحٍ وَبَهارِ

زَهرٌ كَزهرِ الشُّهبِ إِلّا أَنَّهُ

مُتَبَسِّمٌ مِن دَمعِهِنَّ الجاري