أما ظباك فقد وفت بضمانها

أَمّا ظُباكَ فَقَد وَفَت بِضَمانِها

فَمَتى تَجودُ بِها عَلى أَجفانِها

لَكَ كُلَّ يَوم غَضبَةٌ مُضَرِيَّةٌ

تُدني بِها الآجالَ قَبلَ أَوانِها

تَجري بِطاعَتِكَ الخُطوبُ فَإِن عَصَت

يَوماً فَقَد عَرَفَت مَدى عِصيانِها

ما يُنكِرُ الإِسلامُ أَنَّ ثُغورَهُ

عَزَّت وَسُمرُ قَناكَ مِن أَركانِها

أدَّبتَ صَرفَ الدَّهرِ فيها بَعدَما

جَمَحَت حَوادِثُهُ عَلى سُكّانِها

وَصَدَدتَهُ عَن نَهجِها فَكَأَنَّما

وَقَفَت لَكَ الأَفلاكُ عَن دَوَرانِها

إِن أَظهَرَت لِعُلاكَ أَنطاكِيَّةٌ

حُزناً فَقَد ضَحِكَت عَلى قُطّانِها

بَعَثَ البَريدُ مُخَبِّراً عَن وَثبَةٍ

ما كانَ أَحوَجَهُ إِلى كِتمانِها

لَمّا أَظَلَّ لَهُ لِواؤُكَ خافِقاً

عُرِفَت وجوهُ الذُّلِّ في صُلبانِها

إِن عادَ نَحوَكَ جانِبٌ مِن كَيدِهِ

قامَت لَكَ الخُطَباء في قسانها