أنفقت بعد أبي العلاء مدامعا

أَنفَقتُ بَعدَ أَبي العَلاء مَدامِعاً

حُبسَت ذَخيرَتُها عَلى الإِنفاقِ

وَبَكَيتُهُ وَجُفونُها مَوجودَة

مِثلَ الحَمامِ تَنوحُ بِالأَطواقِ

لا تَدَّعي حُسنَ الوَفاءِ بِعَهدِهِ

مِن بَعدِ ما فَنِيَت وَطَرفي باقي

وَلَقَد حَذَرتُ عَلَيهِ لَو دَفَعَ الرَّدى

حَذَري وَرَدَّ مَنِيَّهُ إِشفاقي

وَظَنَنتُ في فَيضِ الدُّموعِ مِنَ الجَوى

فَرَجاً فَصارَ بِمائِها إِحراقي

لَهَفي عَلَيكَ وَكَيفَ يَنفَعُ ذاهِباً

لَهَفَ الحَزينِ وَلَوعَةَ المُشتاقِ