إذا عزت صفاتك أن تراما

إِذا عَزَّت صِفاتُكَ أَن تُراما

قَضَينا في الحَديثِ بِها ذِماما

وَما قَصُرَت يَدٌ دونَ الثُّرَيّا

فَخافَت عِندَ عارِفِها مَلاما

لَكَ النَّسَبُ الَّذي مَن سارَ فيهِ

فَما يَخشى الضَّلالَ وَلا الظَّلاما

إِذا طَلَعَت بُدور بَني حُمَيدٍ

فَحَقٌّ لِلكواكِبِ أَن تُضاما

أَما وَقُبورُهُم فَلَقَد أَجَنَّت

عِظاما في ضَرائِحِها عِظاما

لَقَد أَبقَيتَ مَجدَهُمُ وَماتوا

فَكانوا لا حَياةَ وَلا حِماما

وَرُبَّ مُنازِع لَكَ في المَعالي

سَهِرتَ عَلى الطِّلاب لَها وَناما

يُحَدِّثُ عَن لِقائِكَ بِالأَماني

فَقالَ العارِفونَ بِها سَلاما

وَمُجتازٍ بِأَرضِكَ حَذَّرَتهُ

سُيوفُكُ إِن يُريدُ بِها مُقاما

أَدَلَّ بِجَدِّهِ فَكَفاكَ جدٌّ

يَفُلُّ سُعودُهُ الجَيشَ اللُّهاما

ضَرَبناهُ بِذِكرِكَ وَهوَ لَفظ

فَكانَ القَلب وَاليَد وَالحُساما

عَجِبتُ لِقَصدِهِ المولى بِعَزم

يُقَصِّر أَن يَنالَ بِهِ الغُلاما

حَلَفتُ بِها خِماصاً كَالحَنايا

وَإِن كانَت لِسُرعَتِها سِهاما

تَخبُّ بِمُحرِمينَ تَسَنَّموها

وَأَمّوا فَوقَها البَلَدَ الحَراما

لِيَوم فيهِ دَولَتُك اطمَأَنَّت

قَواعِدُها حَقيقٌ أَن يُضاما

أَبَيتَ اللَّعنَ إِن كَثُرَت شُجوني

فَإِنّي قَد وَجَدتُ لَها مَساما

فَإِن بَلَغَت إِلَيكَ بيَ اللَّيالي

فَقَد زَجَّيتُها عاماً فَعاما

شَكَرتُ جَميلَ ذِكرِكَ وَهوَ عِندي

تَمامُ الجودِ أَنَّ لَهُ تَماما

وَرَوَّتني سَحابُكَ في بِلادٍ

كَثيراً ما شَكَوتُ بِها الأُواما

وَأَغناني عَطاؤُكَ عَن أُناس

حَسِبتُهُمُ وَلا بَلَغوا كِراما

بَعَثتُ إِلى نَوالِهمُ رَجاء

تَعَلَّمَ كَيفَ يَنتَجِعُ الجَهاما

فَإِن أَكدى لَئيمُ الظَّنِّ فيهِم

فَإِنّي قَد عَرَفتُ بِهِ اللِّئاما

وَما لي وَالبَخيلُ وَقَد كَفَتني

مَواهِبُكَ الَّتي كَفَتِ الأَناما

إِذا ضَنَّ السَّرابُ عَلى نَداهُ

فَقَد نالَت يَدُ الصّادي الغَماما

وَما غَبَّت مَكارِمكَ القَوافي

وَإِن كانَت زِيارَتُها لِماما

وَكَيفَ يَضيعُ جودُكَ في كَريم

أَعَدَّ لِشُكرِهِ هَذا الكَلاما

قَصائِدُ إِن تَرَنَّحَ سامِعوها

فَإِنّي قَد أَبَحتُ بِها المُداما

تَزورُ صَبابَةً وَأَحِنُّ شَوقاً

كِلانا يَدَّعي فيكَ الغَراما

إِذا زُفَّت إِلَيكَ عَلِمتُ أَنّي

مَلَكتُ لِكُلِّ جامِحَةٍ زِماما

وَلَولا أَنَّها وَجَدَتكَ كُفؤاً

لَكانَت في الصُّدورِ مِنَ الأَيامي

وَلَو قَصَدَت سِواكَ لَقُلتُ فيها

أَراني اللَّهُ نقبَكِ في السُّلامى