تروح بنجد تغصب الذئب زاده

تَروحُ بِنَجدِ تَغصِبُ الذِّئبَ زادَهُ

وَقَومُكَ بِالرَّوحاءِ في المَنزِلِ الرَّحبِ

وَما ذاكَ إِلَّا نَفحَةٌ حاجِرِيَّةٌ

هَوَيتَ لَها عَيشَ الأَعاريبِ وَالجَدبِ

تَبيتُ خَميصَ البَطنِ إِلَّا مِنَ الجَوى

وَتَغدو رَخِيَّ البالِ إِلَّا مِنَ الحُبِّ

وَهَيَّجَكَ البَرقُ اليَمانِيُّ مَوهِناً

صَلا لَكَ ما لِلبَرقِ وَيبَكَ وَالقَلبِ

وَأَشعَثَ حَيَّينا بِهِ غُرَّةَ الدُّجى

وَقَد نَشِطَ التَّهويمُ عَن مُقَلِ الرَّكبِ

إِذا ما تَغَنَّت بَينَ أَبرادِهِ الصَّبا

تَرَنَّحَ مَرُّ الرِّيحِ بِالغُصُنِ الرَّطبِ

قَرُبتَ وَأَنواء الغَمامِ بَخيلَةٌ

بَعيد بِأَيام الغَضارَةِ وَالخِصبِ

أَبى اتِّخاذَ الزَّادِ ما لا يَنالُهُ

مِنَ الغَصبِ أَو يأسوبِهِ سَغَبَ الصَّحبِ

دَعا آلَ حَزنٍ وَالرِّماحُ تَنوشُهُ

فَيا قُربَ ما لَبَّيتَ بِالطَّعنِ وَالضَّربِ

وَلَو أَنَّني أَدعوهُ كانَ جَوابُهُ

بِأَسرَعَ مِن سَلّي لِحادِثَةٍ عَضبي

وَجَدتُكَ أَحلَى في جُفوني مِنَ الكَرى

وَأَعذَبَ في نَفسي مِنَ البارِدِ العَذبِ

فَقُل لِجَناب بِالغُوَيرِ تَضَوَّعَت

عَلَيكَ الخُزامى وَهيَ تَلعَبُ بِاللُّبِّ

سَقاكَ رَسِيلُ الدَّمعِ تَحسبُ جُودَهُ

أَكُفُّ الخَفاجِيين فاضِحَةَ السُّحبِ

إِذا خِلتَهُ إِيمانَهُم فَبروقُهُ

سُيوف وَهَل إِيمانُ قَومي بِلا قَضبِ

وَما كُنتُ أَهوى أَن يَحُلَّ فَناءَهُ

سِوى الدَّمع إِلَّا أَنَّها عادَةُ العُربِ

يَعُزُّ مَديحي دونَ إِعراضِ مَعشَرٍ

يَهمُّونَ بي حَتّى يَغُرُّهُمُ سَبيِّ

وَما كُنتُ أَرضى بِالدَّنِيَّةِ مِنهُمُ

سُبابي فَهَّلا حاكَموني إِلى الحَربِ

وَا وَعَدَني مِنهُم رِجالٌ بِغارَةٍ

تُشَنُّ فَأَمنا يا لقاحَ بَني كَعبِ

وَقَد عَلِموا أَنِّي جَعَلتُ صُدورَهُم

مَقَرِّي فَخالوني خُلِقتُ مِنَ الرُّعبِ

أَضاعوا المَعالي كَالضُّيوفِ وَجارُهُم

بَعيدُ القِرى غَيرُ الرَّبيلَةِ وَالعُشبِ

تَصَفَّحتُ إِخواني فَلَم أَرَ فيهِمُ

صَفِيَّ وِدادٍ لا يَقِرُّ عَلى ذَنبِ

وَقالَ فُؤادي لا تُطِع مُتَجَنِّباً

فَخالَفتُهُ وَاِختَرتُ قَومي عَلى قَلبي

وَلَكِن أَخٌ لي مِن تَنوخُ يَوَدُّني

عَلى البُعدِ إِن خانَ الصَّدِيقُ عَلى القُربِ

أَلِفنا ظَلامَ اللَّيلِ حَتّى كَأَنَّنا

وَجَدِّكَ أَولى بِاللَّيالي مِنَ الشُّهبِ