توق كلامي يا ابن عمرو فإنه

تَوَقَّ كَلامي يا ابنَ عَمرو فَإِنَّهُ

أَسنَّةُ عارٍ لا يُبَلُّ طَعينُها

فَقَد نازَعتَني العِزَّ فيكَ قَبائِلٌ

مَلأتَ عَلَيها دَهرَها ما يُهِينُها

وَفارَقتُها مُستَبدِلاً دارَ غُربَةٍ

أَلا إِنَّ أَوطانَ الغنا ما يَصونُها

تَوَقَّدُ مِن غَيظٍ عَليَّ صُدورُها

وَتَزوَرُّ مِن خَوف إلَيَّ عُيونُها

غَدَت فِقَرٌ مِنّي تُثيرُ مَخازِياً

بِأَعراضِها لَو كانَ لُؤمٌ يُشينُها

خَلائِقُ نَدبٍ أَطمَعَتكُم سُهولُها

سَتُفزِعُكُم عَمّا قَليلٍ حُزونُها

وَكَيفَ يُرامُ الذُّلُّ مِنّي وَعامِرٌ

تُقَضَّى بِأَطرافِ العَوالي دُيونُها

وَما نَكَرَت بيضَ السُّيوفِ صُدورُها

وَلا جَهِلَت سُمرَ الرِّماحِ مُتونُها

نَبَذتُكَ نَبذَ العارِ مِني فَلَو صَبَت

إِلَيكَ شِمالي فارَقَتها يَمينُها

وَلَو كُنتُ بَرقاً بِالغُوَيرِ بَدَت بِهِ

مَنازِلُ سَلمى سَهلُها وَوَجينُها

لأَعرَضتُ عَنهُ وَالجَوى في مَقَرِّهِ

وَنازَعتُ نَفساً جُنَّ مِنها جُنونُها

مَتى أَنا غادٍ بِالغَميمِ وَصُحبَتي

تُجاوِدُ هَطّالَ الغَوادي شُؤونُها

عَلَى ضُمُرٍ بارَيتُهُم بِحَنينِها

غَراماً وَبارَها سَقاماً حَنينُها

تَجِد إِذا هَبَّت رِياحٌ مَريضَةٌ

ضَلالَكَ مِنها إِن تَوَعَّكَ لينُها

إِذا خِلنَ غُدرانَ الغُوَيرِ صَوارِماً

تَمَنَّينَ لَو أَجفانَهُنَّ جُفونُها

فَإِنَّ بِقَلبي مِن فِراق عُذَيبَةٍ

طَماعَةُ شَكّ لا عَراني يَقينُها