خليلي بثا ما أملت عليكما

خَلِيلَيَّ بُثّا ما أَملت عَلَيكُما

دُموعي فَإِنِّي ما أُريدُ الهَوى سِرّا

أَصابَكُما بَرحُ الغَرامِ لَعَلَّهُ

يُمَهِّدُ لي ما بَينَ قَلبَيكُما عُذرا

سَقى اللَّهُ أَيّاماً مِنَ الدَّهرِ لَم تَشِب

بِهِم كَأَنّا ما عَرَفنا بِها الدَّهرا

وَمائِلَةِ الأَعطافِ مِن نَشوَةِ الصِّبا

سَقَتني الهَوى صِرفاً وَرَنَّحَها سُكرا

رَمَت عَينُها عَيني وَراحَت سَليمَةً

فَمَن حاكِمَ بَينَ الكَحيلَةِ وَالعَبرى

فَيا طَرفُ قَد حَذَّرتُكَ النَّظرَةَ الَّتي

خَلَستَ فَما راقَبتَ نَهياً وَلا أَمرا

وَيا قَلبُ قَد أَرداكَ مِن قَبلُ مَرَّة

فَوَيحَكَ لَو طاوَعتَهُ مَرَّة أُخرى