خليلي من عوف ابن عذرة إنني

خَليلَيَّ مِن عَوف ابنِ عُذرَةَ إِنَّني

بِكُلِّ غَرام فيكُما لَجَديرُ

كَفى حَزَناً أَنّي أَبيتُ وَبَينَنا

وَسيعُ الملا وَالسّامِرونَ كَثيرُ

وَأصبِحُ مَغلوباً عَلى حُكم رَأيِهِ

وَقَد عِشتُ دَهراً ما عَلَيَّ أَميرُ

أسيمُ رِكابي في بِلادٍ غَريبَةٍ

مِنَ العيسِ لَم يَسرَح بِهِنَّ بَعيرُ

فَقَد جَهلَت حَتّى أَرادَ خَبيرُها

بِوادي القُطَينِ أَن يَلوحَ سَنيرُ

وَكَم طَلَبَت ماء الأَحصِّ بِآمِدٍ

وَذَلِكَ ظُلمٌ لِلرَّجاء كَبيرُ

عِدوها قُوَيقاً وَاطلُبوا لِحَنينها

بِجانِبِ حِسمى أَن تَهبَّ دُبورُ

فَوَاللَّهِ ما ريحُ الصَّبا بِحَبيبَةٍ

إِلَيها وَلا ماء الأَحُصِّ ثَميرُ

سَقى الهَضبَة الأَدماء مِن رُكنِ جَوشن

سَحائِبُ تُسدي رَوضَةً وَتُنيرُ

وَحَلَّ عُقودَ المُزنِ في حُجُراتِهِ

نَسيمٌ بِأَدواءِ القُلوبِ خَبيرُ

فَما ذَكَرَتهُ النَّفسُ إِلّا تَبادَرَت

مَدامِعُ لا يَخفى بِهِنَّ ضَميرُ

نَظَرتُ وَأَعلامُ الجَزيرَةِ بَينَنا

وَأَطوادُ حِسمى إِنَّني لَصَبورُ

بِمَطروفَةِ الأَجفانِ عائِرَةِ القَذى

تَقودُ زِمامَ النَّجمِ وَهوَ حَسيرُ

ذَرَعتُ بِها الظَّلماء وَهيَ فَسيحَةٌ

وَباشَرتُ فيها النَّومَ وَهوَ عَسيرُ