فؤاد ما يقر من الوجيب

فؤادٌ ما يَقِرُّ مِنَ الوَجيبِ

وَدَهرٌ لا يَجودُ عَلى لَبيبِ

وَجَفنٌ تُحسَبُ العَبَراتُ فيهِ

سَحائِبَ يَختَصِمنَ عَلى قَليبِ

وَهَل عَلِمَت بَنو حزنِ بنِ عَمرٍو

إِباي عَلى مُشاوَرَةِ الخُطوبِ

وَإِنَّ الدَّهرَ أَبقى مِن قِراعي

كَما أَبقى الضِّرابُ مِنَ العَروبِ

وَأَنزَلَ أسرَتي بِمَقَرِّ بُؤس

تَوارى عَنهُ لاعِبَة الجُنوبِ

أَجابوا فيهِ داعِيَةَ المَنايا

لَقَد صَعُبَ النِّداء عَلى المُجيبِ

إِذا كانَ المَشيبُ نَوى الغَواني

فَإِنَّ وِصالَهُم نَبذُ المَشيبِ

يُناديني بِزَفرَتِهِ عَدِيٌّ

وَيَعرِضُ إِن بَكَيتُ عَلى الكَثيبِ

وَلَو أَعدَتهُ ثُمَّ جُفونُ عَينِي

لَجادَ عَلَيهِ بِالدَّمعِ الغَريبِ

أَآلفَهُ النَّوى سَكَنَت قُلوب

تُعَلَّلُ فيك بِالأَمَلِ الكَذوبِ

بِعَهدِكَ كَيفَ دَنَّسَتِ اللَّيالي

بُروداً ما تُلاثُ عَلى مُعيبِ

وَكَيفَ أَماطَ عَنكِ التُّربُ حُسناً

وَمِنهُ نَضارَةُ الغُصنِ الرَّطيبِ

سَكَنتِ القَلبَ ثُمَّ حَباكِ عُذراً

فَساوى بَينَ حُبِّكَ وَالوَجيبِ

وَخانَتكِ الجُفونُ فَقَد أَقامَت

أُلوفاً بَعدَ شَخصك لِلنَّحيبِ

لَيالينا بِذي سَلَم أَقامَت

عَلَيكَ وَلا تُرَوَّع بِالرَّقيبِ

فَلَستُ أَرومُ أَعبَقَ مِن صِباها

لَقَد أَكثَرتِ مِن حُسنٍ وَطيبِ

إِذا ما الحزنُ ضَوَّعَهُ الخُزامى

وَصَدَّ الناعِجاتِ عَنِ اللَّغوبِ

وَخِلتُ نَسيمَهُ إِمّا نَشَقنا

يُنازِعُنا عَلى مُلكِ القُلوبِ

فَهَبَّ عَلى ثَراكِ وَلَم يُنَفِّر

أَنيسَ تُرابِهِ عِندَ الهُبوبِ

وَصافَحَ مُستَهِلَّ الرَّملِ مِنهُ

عَلى رِفقٍ مُصافَحَةَ الحَبيبِ

وَأَكبَرَ أَن يُفاجِئَهُ بِمَسٍّ

فَعارَضَ زَورَةَ الرَّجُلِ المُريبِ

أَأَنسيتَ المَواقِفَ في مَغان

وَما سَكَّنَّ مِن حُرَقِ الكُروبِ

سَلَبنا بِالسُّجودِ صَعيدَ نَجدٍ

فَفاحَ عَلى الدَّلادِلِ وَالجُيوبِ

وَكُنّا وَالزَّمانُ لَهُ أَيادٍ

يُوَكَّلُ فَيضُهُنَّ إِلى شُعوبِ

نُراسِلُ بِالتَّذَكُّرِ مِن بَعيدٍ

وَنَعتَبُ بِاللَّواحِظِ مِن قَريبِ

حَنَنتُ إِلى الأَراكِ فَقالَ سَعدٌ

طَرِبتَ وَأَيُّ عُذرٍ لِلطَّروبِ

عَهِدتُكَ لا تَحِنُّ لِغَيرِ مَجدٍ

أَخِلتَ غُصونَهُ لَعِبَ الكُعوبِ

فَلَيتَ تَنَسُّمي أَرَجَ الخُزامى

عَلى هِمَمي مِنَ الدُّنيا نَصيبي

وَيا بَرقَ الغُوَيرِ دَنَوتَ حَتَّى

يَغارُ عَليَّ مِنكَ شَبا قَضيبي

صَحِبتُكِ يا ذَكاء فَكُنتِ أَسري

وَأَصبِرُ في المَهامِهِ وَالسُّهوبِ

وَسَربَلناكِ بَردَ النَّقع حَتَّى

أَخَذتِ الثَّأرَ مِنّا بِالشُّحوبِ