ما ذكر الروض وقد تنفسا

ما ذكر الرَّوضُ وَقَد تَنَفَّسا

غَير حديثِ الرَّكبِ حينَ عَرَّسا

رَكبُ هَوى تَجاذَبوا حَديثَهُ

فَأَترَعوا مِنَ الغَرامِ أَكؤسا

وَأَسبَلوا مِنَ الجُفونِ أَدمُعاً

ظَنَنتُها ماء وَكانَت أَنفُسا

يا صاحِبي رَحلي بِجَرعاء الحِمى

ما يُعذَلُ الخائِفُ إِن تَجَسَّسا

لَقَد سَمِعتُ في الرِّحالِ أَنَّةً

أَظُنُّها نَشطَةَ وَجدٍ حُبِسا

وَيا خَليلَيَّ املِكا طَرفَيكُما

لا تَنظُرانِ الحَيَّ حينَ غَلَّسا

فَإِنَّ قَلبي يَومَ سَفحِ حاجِرٍ

يَغُرُهُ داعي الهَوى فاختَلَسا

وَما عَلى قَومِكِ يا ذاتَ اللَّمى

إِن نَحنُ حَيَّينا مَحَلاً دَرَسا

وَما عَلى زُوَّارِكُم لَو لَثَموا

عَنّا فُروعَ شيحكُم وَالمَغرَسا

فَرُبَّ لَيلٍ في هِضابِ عاقِلٍ

رَقَّ نَسيماً حينَ طابَ مَلبَسا

يَظُنّني الغَيرانُ قَد شَهِدتُهُ

وَإِنَّما ظَنَنتُهُ تَفَرُّسا