يقصر ما لي في الحوادث عن بذلي

يُقَصِّرُ ما لي في الحَوادِثِ عَن بَذلي

فَما عُذرُ دَهرٍ لا يَجودُ عَلى مِثلي

رَمَتني رِجالٌ بِالوَعيدِ كَأَنَّما

تَرومُ مَرامي أَو تُنازِعُني فَضلي

وَقَد أَمِنوا أَن يَمنَعَ السَّبَّ مِن فَمي

فَهَل أَمِنوا أَن يَمنَعَ الضَربَ مِن نَصلي

وَيَحسَبُني دَهري أَرومُ عَطاءَهُ

فَيوسِعُني قَبلَ السُّؤالِ مِنَ البُخلِ

وَهَل كُنتُ أَرضى أَن أَنالَ حُطامَهُ

وَأَعلَمُ أَنَّ الحَظَّ فيهِ مَعَ الجَهلِ

أَنِفتُ مِنَ الدُّنيا فَما طَلَبَت يَدي

وَلا طَمِعَت نَفسي وَلا وَخَدَت إِبلي

وَمَن كانَ في بَردِ القَناعَةِ رافِلاً

أَصابَ الغِنى في الفَقرِ وَالخِصبَ في المَحلِ

أُلامُ إِذا ما ناوَشَ الدَّهرُ جانِبي

وَأَيُّ حُسامٍ لا يُحادِثُ بِالصَّقلِ

وَما هوَ في ما بَينَنا مِن ضَغِينَةٍ

بِمُطَّرِحٍ قَولي وَلا جاهِل فِعلي

وَكُنتُ أمَني النَّفسَ بَنداً مِنَ الغِنى

يُحَسِّن معروفي وَيوسِعُ في بَذلي

فَأَمّا وَقَد فارَقتُ آلَ عُذَيبَةٍ

فَلا خَيرَ في حزنٍ مِنَ العَيشِ أَو سَهلِ

أَلا إِنَّما وَارَيتِ يا أُمَّ عامِرٍ

عُهودَ الصِّبا بَينَ الصَّفائِحِ وَالرَّملِ