لموت أمي أرى الأحزان تحنيني

لموت أمي أرى الأحزان تحنيني

فطالما لَحّستني لحس تحنيني

وطالما دلّعتني حال تربيتي

حتى طلعت كما كانت تربيني

أقول نمنم تجي بالأكل تطعمني

أقول امبو تجي بالماء تسقيني

إن صحت في ليلة وي وي لأسهرَها

تقول هاها بهزّكي تُنّنيني

كم كحّلتني ولي في جبهتي جعلت

صوصو بنيلي وكم كانت تُحنّيني

وربما شكشكتني حين أغضبها

وبعد ذا كشكشتني كي ترضيني

ومن فقيهي إن أهرب ورام أبي

مسكي وبعث له كانت تُخبّيني

وزغرتت في طهوري فرحة وغدت

تنثر الملح من فوقي وترقيني

وفي زواجي تصدّت للجلاء عسى

على المنصّة تلقاني بتزييني

وربّت أولادي أيضاً مثل تربيتي

وبعد ذلك ماتت آه وا أنيني

وخلّفتني يتيماً أبن أربعة

وأربعين سنيناً في حسابيني

يعظّم اللَه فيها الأجر لي وكذا

لي فيّ من بعدها جودوا بآمين