يا دعوة مغبرة قاتمة

يا دَعوَةَ مغبرة قاتِمَة

كَأَنَّها مِن سَفَر قادِمَه

قَد قَدموا فيها مَسيحية

أَضحَت عَلى أَسلافِها نادِمَه

ثُمَ لشطرنجيةٍ لَم تَزَل

أَيدٍ وَأَيدٍ حَولَها حائِمَه

فَلَم نَزل في لعبها ساعَة

ثُم نَفَضناها عَلى قائِمَه

وَبَعدَها معتدة اِختها

عابدة قائِمة صائِمَه

في حجرها أَطراف مُوؤدة

قَد قتلتها أُمَها ظالِمَه

وَالقَنبيات فَلا تَنسها

فَحيرَتي في وَصفِها دائِمَه

أَقنّب ما اِمتَدَ في اِصبَعي

أَم حَية في وسطها نائمه

وَالموكبيات بسُلطانِها

قَد تَرَكَت آنافنا راغمَه

وَالسَلحة الصَفراء فَأَعجَب بِها

إِذا سَلحتها أَنفُس هائِمَه

وَالحَسكيات فَلا تَنسَ في

خَندَقِها أَوتادَها القائِمة

وَجام صابونية بِعدَها

فَاِفخَر بِها إِذ كانَت الخاتِمَه

ظَلَ الكَراريسي مُستَعبِراً

مِن عُصبة في دارِهِ طاعِمَه

وَقالَ إِن إِبني عَليل وَلي

قِيامة مِن أَجلِهِ قائِمَه

وَوَلولت داياته حَوله

وَلَيسَ إِلّا عبرة ساجِمَه

وَلَيسَ هَذا لِسوى كسرةٍ

تكسر ما زالَت لَهُ سالِمَه

وَقَد أَكَلناها فَكَم هَيَجَت

مِن لاطم خَداً وَمِن لاطِمَه

ثُم هَرَبنا نَحوَ بُستانِهِ

خَوفاً مِن المَنية العازِمَه

ظَلَنا لَدى الكراث نَلهو بِهِ

فَيا لَهُ مِن زَهرة قائِمَه

وَغاية اللُطف فَفي جَرّة

محطومَةٍ صارَت لَنا حاطِمَه

نَبول فيها ثُمَ نَسقي بِها

يا لَكَ مِن عارِضَةٍ لائِمَه

وَعجلة تَشدو بِأَلحانِها

وَكانَت الكيسة الحازِمَة

فَكانَ فيما أَنشَدَت إِذ شَدَت

مَن لي مِن بَعدكظ يا فاطمه

نشتم مِن أَسمعنا صَوتَها

وَهِيَ لَنا مِن بَعدِهِ شاتِمَه