يهني زمانك أعياد مجددة

يهني زمانك أعيادٌ مجددةٌ

من الفتوح مع الأيام تغشاهُ

غضبتَ للدين والدنيا بحقهما

يا حبّذا غضب في الله أرضاهُ

فوَّقت للغرب سهماً راشه قدرٌ

وسدّد الله للأعداء مرماهُ

سهم أصاب وراميه بذي سلم

لقد رمى الغرض الأقصى فأصماهُ

من كان بندك يا مولاي يقدمه

فليس يخلفه فتح ترجّاهُ

من كان جندك جندُ الله ينصره

أنالَهُ الله ما يرجو وسنّاهُ

ملكته غربه خُلِّدتَ من ملك

للغرب والشرق منه ما تمنّاهُ

وسامَ أعداءَك الأشقَيْن ما كسبوا

ومن تردّى رداء الغَدْر أرداهُ

قُل للذي رمِدتْ جهلاً بصيرته

فلم تَرَ الشَّمسَ شمسَ الهُدي عيناهُ

غطّى الهوى عقلَهُ حتى إذا ظهرت

له المراشدُ أعشاه وأعماهُ

هل عنده وذنوب العذر توبقه

أن الذي قد كساه العز أعراهُ

لو كان يشكر ما أوليت من نعمٍ

ما زلت ملجأه الأحمى ومنجاهُ

سُلَّ السعودَ وخَلَّ البيضَ مغمدة

فالسيف مهما مضى فالسعد أقصاهُ

واشرع من البرق نصلاً راع مُصْلتُهُ

وارفع من الصبح بنداً راق مجلاهُ

فالعدوتان وما قد ضمَّ ملكُهما

أنصار ملكك صان الله علياهُ

لا أوحش الله قطراً أنت ملكه

وآنس الله بالألطاف مَغناهُ

لا أظلم الله أفقاً أنت نَيِّرهُ

لا أهمل الله سرحاً أنت ترعاهُ

واهنأ بشهر صيام جاء زائره

مستنزلاً من غله العشر رُحماهُ

أهلَّ بالسعد فانهلَّتْ به مننٌ

وأوسعَ الصنعَ إجمالاً ووفّاهُ

أما ترى بركات الأرضِ شاملةٌ

وأنعُمَ الله قد عمّت براياهُ

وعادك العيد تستحلي موارده

ويجزل الأجْرَ والرُّحْمى مُصَلاَّهُ

جهَزت جيش دعاء فيه ترفعه

لذي المعارج والإخلاص رقَّاهُ

أفضت فيه من النعماء أجزلها

وأشرف البر بالإحسان زَكّاهُ

واليتَ للخلقَِ ما أوليتَ من نعم

والى لك اللهُ ما أولى ووالاهُ