در لها خلف الغمام هاطلا

درَّ لها خلف الغمام هاطلاً

فجادها من رامةٍ منازلا

منازلاً كان المنى منادماً

فيها وصرف الدَّهر عنها غافلا

نسبح في غمرته ولم نكن

نزايل الرَّوضات والخمائلا

لا نستفيق من خمار لذَّةٍ

نتبع أبكار الهوى الأصائلا

جنان أنسٍ فارقتها عنوةً

نفوسنا واجدةً ثواكلا

واهاً لها وآهةً لو بقيت

أو دام ربع اللَّهو منها آهلا

كان الشباب الرَّوق فيها وبها

قضَّيت أيَّام الصِّبا الأوائلا

حيث الحمى مسرح أسراب المها

وحيث كنت مرحاً مغازلا

كلَّ غزالٍ آنسٍ لحاظه

للعاشقين لم تزل قواتلا

تصمي إذا ما قصدت بأسهمٍ

نصالها لا تخطئ المقاتلا

قضيب بانٍ قضفٌ على نقاً

فوقها ترقب بدراً كاملا

ما بانة الجزع على نظرتها

إذا ثنى منه قواماً عادلا