نقض الجرح وكان اندملا

نقض الجرح وكان اندملا

وامتلا القلب وقد كان خلا

عاده داء الهوى من بعد ما

راح وقد أفرق عنه وسلا

ماله تزعجه زفرته

كلَّما استاف صباً أو شمألا

وإذا شام بروقاً لمعت

غلب الدَّمع الحيا فانهملا

ومتى أبصر بدراً طالعاً

ظنَّه عنه الذي قد أفلا

عاش في أرغد عيش برهةً

مستريحاً راق حالاً وحلا

ليس يدري الهمَّ حتى أن رأى

ليته لم ير تلك المقلا

فعلت فيه بطرفٍ لو رمى

حجراً صلداً به لانفعلا

كيف لا يجرح قلبي طرفه

وإذا السَّيف تحرَّى قتلا

والذي يصبو لأحداق المها

لم يمت إلا بها منجدلا

لائم الصَّبِّ على الحب الذي

سيف لحظيه يبيح الأجلا

خلِّ عنك اللوم بالله فقد

سبق السَّيف إليه العذلا

ويح قلبي من هوى ذي صلفٍ

ظالم في حكمه لو عدلا

ما له حمَّله ما لم يطق

أتراه ظنَّ قلبي جبلا

قال يستطرد بي ما حاله

صار للعشَّاق فينا مثلا

أيُّها المعرض لا عن زلَّةٍ

أدلالاً كان ذا أم مللا

بأبي الرِّيم الذي من طرفه

سرق الظَّبي الكحيل الكحلا

غصن البان الذي في قدِّه

سلب الليِّن القنا والأسلا

يا خليليَّ بلا أمرٍ سلا

عن فؤادي بعده ما فعلا

أمقيمٌ بعده يصحبه

أم دعاه للردى فامتثلا