أبرق فنيق لاح أم بدر طالع

أبرق فنيق لاح أم بدر طالع

بدا في دجى ليل أم النور ساطع

أأم أشرقت شمس النهار ضحية

ألا لا ولكن فاطم قد تضارع

لهن ولكن ليس للشمس يا أخي

حليّ ولا للبدر يوماً مقانع

ولا البدر تحلو منه أن لاح حمرة

ولا النور في كل المواقيت لامع

بلى إن لون الحسن في وجه فاطم

منير ولو لم تخل منه البراقع

نآى عن محياها الملا فأنار من

تبلج خديها الخبا والمصارع

ولاحت بروق الصيف لما تبسمت

بثغر حكاه الدر والدر ساطع

وجال عليها درعها فتسترت

به واحتوى ما تحتويه المدارع

فلما حدفت الوصل إذ ساردلها

لها هي وما هذا إلى اللّه طائع

حبيبة لم تخضع لقول ولا ترى

محاسنها يوماً فيطمع طامع

بها لا يرى منها سوى ما ذكرته

بكف ومنه قد تبين الأصابع

إِليّ لكي يأتي إليه وإننا

مضينا إليه قاصدين نسارع

إِلى ما عهدنا عندها من ديانة

فلما رأتنا الخود فضن المدامع

فقلت وما يبكيك يا خود لا بكت

لكم عين ما هبت رياح زعازع

فقالت بكيت الدين إِذ رثّ حبله

وللعلما لما حوتها البلاقع

فقالت لها إِن شيئت تسلين فأمهلي

عليّ ألا أنبئك أين الجمائع

وأين ملاذ الآملين وخائف

وكهف اليتامى إِن عرتها المقاطع

وأين الأولى إِن خوطبوا عن ضلالة

يردوا سلاماً للمعالي أراوع

وأين الأولى إِن خوطبوا عن دقايق

من العلم أنبوا سائليهم وسارعوا

فقلت لها هم في شبام ومنهم

بميفعة قوم حوتهم ميافع

وفي هينن منهم أناس ومنهم

بذي صبح حيث الرضى والصمادع

ومنهم بوادي حضرموت جماعة

وأرض عمان سيلهم ثم دافع

وفي قدم والغرب منهم وفارس

نعم وخوارزم كرام أراوع

فقالت وبيت اللّه يا صاح قد سلا

فؤادي لقول منك والأذن سامع

ولكنّ عرفني على أي مذهب

هم إِذ هم حصن من الجور مانع

فقلت على دين ابن وهب وجابر

لقد وجدوا والكل منهم مسارع

إلى طاعة الرحمن يهدى إلى الهدى

ويأبى الردى والضيم للّه طائع

إلى ديننا إِذ ديننا طاب أصله

وطابت فروع عنده وطبائع

وهذا مقال موجز اللفظ محكم

بليغ به في الدين تحيي الشرائع

مدحت به الأخيار إِذ قيل إِنهم

مضوا وبقت آثارهم والمرابع

وأختم قولي بالصلاة على الذي

لأمته يوم التغابن شافع

محمد ما لاحت بروق وما جرت

سيول وما غنى الحمام السواجع