العز ما يحمي حماه الصقل

العز ما يحمي حماه الصقَّل

والمجد تبنيه العوالي النبل

والملك في نفي الكرى إدراكه

ليس اعتماد الملك أمراً يسهل

والحمد حيث الصبر ثاو نازل

والذم حيث العجز ثاو ينزل

والفخر بالتقوى وليست بالمنى

والذكر ما لا يستحق الاكسل

والفضل منسوب إلى أهل السخا

والشر وصف حازه من يبخل

والسودد العالي الذي أربابه

من يحمل الأثقال لا من يحمل

والعهد ما من أهله من لم يكن

جلداً إذا حل البلاء الأهول

والمرؤ لما لم يكن في حربه

ذا مرة صعباً علاه الأسفل

ما للمعالي صاحب رذل كما

أن العلا لا يعتليها الأرذل

قد قلت للأخيار صبرً إنما

بعلو منار المجد من لا يفشل

لكن أتتهم ذلة لما رأوا

نار الوغى في كل واد تشعل

والحرب حرب بعدما تضرى فلا

تخبو لظاها أو يروى المنصل

فاليوم لا أدري أهم قد أبصروا

أم هم هم والأمر فيهم مشكل

هم عدة إن أظهرتهم عدة

هم جحفل إن حل فيهم جحفل

إني وإن خانوا عهودي وانثنوا

عن بيعتي خوف العدا لا أخمل

لا سيما إن عضني دهر فقد

لاقى الخطوب الفادحات المرسل

لا تشتمي مهلاً ولو لم تنظري

عدلاً سوى الماضي شجاك الأول

أو لم أكن حاولت ما حاولته

حتى انثنى العاصي وعز الأرمل

أم تحسبين الدهر يثني عزمتي

واللّه ما إن ظن ذا من يعقل

ما دمت في الاحياء حياً فاعلمي

إني أنا البر الذي لا ينكل

اللّه حسبي ثم حسبي عبهل

يسمو إلى العليا أبوه عبهل

يبدو إلى الأضيا أن يبدو كما

يبدو سريعاً حيث يبدو القسطل

من أمه يرجو نوالاً ناله

أو خائفاً مستنسراً لا يخذل

إن وعده أبداه أو ايعاده

فالوعد والايعاد منه يسهل

لو قد رأته مقلتي أو أمسكت

كفي بيمناه لذل الجهل

ذاك ابن معن عمرت أيامه

الفارس العباس يا من يسأل

يا أيها السلطان إن الدين قد

أضحى على الحال التي لا تجمل

كيف الرضى والدين عن انصالنا

قدماً مضى واليوم فينا يخمل

من أجل ضعف أيها السلطان أم

جهل بنا أم ليس فينا فيصل

أم هتك أستار العذارى بيننا

من أن يقوم العدل فينا أجمل

مالي إذا ناديت قوماً للعلا

لم يستجب إلا بما لا يحمل

ناديت في الاحياء حتى قيل لي

أسمعت لكن من تنادي غفل

ماذا على قحطان لو أضحى لها

منها امام أريحي أعدل

تمحو به عاراً وتبني مفخراً

لكنها ذلت وأنت الموئل

أنت الملاذ المفزع المنظور في

قحطان والفرع المنيف الأطول

أنت الذي عم البرايا فضله

هذا على خيل وهذا يرجل

فاسمح بحاجة ضيفك الماضي وقم

في أمر ضيف قد حواها لمنزل

أنصب لدين الحق أنفاً إنه

مستهضم واه حقير مهمل

أنقذ بني قحطان والمم شعبهم

واغمرهم طراً بعدل يشمل

سير جيوشاً أو تميد الأرض من

أرجائها فالسعد آت مقبل

بادر بنا اخذ المنايا إنما

دنياك ذكر والمنايا تعجل

لا تسمعن مقالة من وامق

واش له رأي ضعيف أهزل

واعلم بأني مستعين واثق

باللّه وهو المستعان المفضل

هذا وخذها من امام صاغها

عن دهشة لما عناه المرحل

لا يبتغي فلساً وديناراً ولو

سال العطا ما كنت إلا تجزل

لكن يرجى جحفلاً يحيي به

ما سنه البر النبيء الأفضل

صلى عليه اللّه ما بدر أضا

ليلاً وما لاح السماك الأعزل