برقة أنف أم بناظر أدعج

برقة أنف أم بناظر أدعج

سبتك سليمى أم بثغر مفلج

أأم هي لما اصفر صفو بياضها

بصفرتها أضنتك أم بالتبهج

أم العنق السامي أم الجعد أذزها

به الخد أم من خدها المتبلج

أم الكعب إِذ سامت سماواته العلا

وتاه بصدر كالسجنجل أبلج

بل الكفل الرجاج بل هظم خصرها

بل الفخذ اللفا وساق خدلج

هي السلب إِن تصمت

هي الخلب إن حكت

هي الدعص إن تذهب

هي الغصن إن تجي

هي الشمس لكن ما لشمس جلابب

هي البدر لكن لم يكن ذا تغنج

حديثة سن من ثماني عشرة

فأقرت ولم تحمل ولم تتنتج

كأن أعالي زهرة القطن لونها

وفي لينه فهي الشفاءُ لمبهج

سبتك ولم تنظر سوى الساق حرمة

بغير اعتماد نظرة المتحرج

فكيف إِذا عن كشحها انحل درعها

وميئزرها عن عجزها المترجرج

إِذاً لغضضت الطرف عنها تنزهاً

ومكرمة عن عفة وتحرُّج

نهيتك أمس يا سليمى عن الصبا

وقلت تواري في الخبا وتولجي

لأن تدانى قصر خطوك فاتن

وطرفك فتان وإِن لم تبرَّج

فما بال يا سلمى ابتذالك بيننا

وكشفك عن خلخال تبر ودملج

أناسية أم خان دينك رقّة

ومن دينه سمحاق لم يتحرّج

لأن لم تقرّي في الستور وتستري

محاسنك الحسنى بترك التبرج

ليغشاك تعزيز الامام وقد صفا

له الأمر من بعد اعتياق التغنج

تداركه ذو العرش ثم سميدع

سمام لمن ناوى غياث لملتجي

إِذ ريع فالليث القضا قض دونه

وإِن سئل المعروف لم يتلجلج

فتى حوشبي عامريّ جدوده

بنوا كندة الملاد أولاد مذحج

هو الملك السلطان ذو المجد واسمه

لتعترفي العباس يا ابنة خزرج

أبا الفضل بعد اللّه أنت رجيتي

وليس لسلمى هجت لكن تهيجي

لخيل إلى خيل تكر وحجفل

إِلى حجفل في حومة ذات مخرج

ونقع أراه فوقهم وحوائم

تحوم ورايات تلوح كزبرج

بيوم إِذا انجلت من الشر عقدة

به انعقدت أخرى بكف مفرَّج

كمثلك حشحاش فحشحش لظى الوغى

أبا الفضل حشحشها أبا الفضل هيج

تأجّج أهج أجج فعجج عجاجة

ولج لجج الهيجا اللجوج ولجج

أقمْ قمْ زمن أطمس مشمشم مشهم

مدمدم جمجم مرغمٌ أم أملج

أجدّ السرى شمر هديت النجا النجا

تنال منال الغاشم المتدلج

أزح كل ريب أهلك الشك أخمدن

ظنون الأعادي أنجز الوعد أزعج

أقم لمنار الحق غير مكلثم

ولا متعلثم ولا متلجلج

بعزة رب العرش جل جلاله

دراكاً لنا أطلق عقال المعرج

شئمنا لظلات البيوت أظلنا

ظلال القنا والألويات وفرج

صدينا ودون الماء قولك اسرجوا

فقلها جزاك اللّه خيراً وأثلج

بفضل من الأحلام لا بل أشربْها

بصنف العوالي الجم الخيل أسرج

فحولك كهلان وحولك حمير

خلائف قحطان من كل منهج

بكل كميت لون دم وأدهم

أحم أحم اللون لون السفيرج

أمون نوار لين الراس شامخ

أقب لعوب شامه الأنف أعوج

فحتى إذا جاءتك شعثاً خيولهم

وأرجلهم من حاسر ومدجج

فصك بهم شرقاً ففي الشرق عدة

تقيم بها في الغرب كل معوج

جب الشرق والغرب اسط في الأرض مصلحا

أمور الورى بالعدل أدب وحرج

دس الجور بالحق امحق التيه بالهدى

دع الغي للرشد امحض الحق للشجي

فإن عروس الحق أضحت غريبة

مطردة تمشي بطمر مبرج

كأن لم تكن كانت تتيه بحليها

على عهد عبد اللّه ألو لم تدبج

فبالأمر خلخلها وبالنهي حلها

وبالعدل كللها وبالفضل توّج

فإنك لو عاينتها وهي لابس

لحلتها عاجلتها بالتزوج

غريباً بدا الاسلام قدماً وهكذا

هو اليوم إلا أنه اليوم مرتج

خذ العفو وأمر أنت بالعرف تكسرن

بذاك جناحي كل عفريت أهوج

ولا تتبع أهواء قوم دعوا إلى

خسار فتخسر واسم للحق تعرج

على درج الفردوس في غرف العلا

مع المصطفى صلى الاله على النجي