مالت تسائلني إذ مثلها يسل

مالت تسائلني إذ مثلها يسل

خود خدلجّة ألفاظها عسل

والثدى مثل مليح العاج صفرته

والصدر منها كلون الشمس مشتعل

عن آل حجوة أهل الدين هل صدقوا

أَو هل وفوا بعهود اللّه وابتذلوا

والخود قد شهدت أيام حربهم

لكنها طلبت بشرى بما فعلوا

لو غاب ما صنعوا من صفو ودهم

ما غاب ما صنعته البيض والأسل

يا خود إن يك قد أرضاك مدحهم

فالقوم ذروة أهل الدين والقلل

عيسى ابن حجره هم أبناؤه وبه

قدما وتركة موسى قامت الدول

هموا فما لبثوا قاموا فما مكثوا

آلوا فما نكثوا عادوا فما نكلوا

لا تبتئس لخزان المال أنفسهم

كلا وكيف وللارواح قد بذلوا

ما منهم رجل إلا وغرته

إلا القليل عليها للظبا قبل

كم طامح طمحت في الجور همته

قد أقعدوه فأضحى خدنه الفشل

كم واثب بطراً فيهم بفتنته

قد صيروه كنعل الوطي يبتذل

يا آل حجوة إن الصبر مكرمة

أيضاً وفيه ينال القوم ما أملوا

يا آل حجوة إن كانت أوائلكم

نالوا العلا فبما نالوا العلا فسلوا

بالسيف أم بمقال اليعمريّ لنا

عبد العزيز وفيما قاله خبل

إن الامام يحب السفح عادته

والمسلمون إذا ما حاربوا حملوا

وهل يكون بزعم الشيخ عادته

فوق الحصان عليه اللام تشتعل

بل قال يركب ظهر العير مجتنباً

لبس السلاح إلى أن يأتي الأجل

لو كان ذاك لما دانت جبابرة

صعر الخدود لأمر اللّه وامتثلوا

ولا الذين لدى عبد العزيز لهم

في صحن مسجده القينات والزجل

لم يدر أن جنان الخلد منهجها

وطي البطون إذا ما أحجم البطل

لا يحسبن بأن الحور مطلبها

لثم الملاح وجنح الليل منسدل

لا والذي خلق الحوراء ناعمة

حسنا المحاسن فيها يحسن الغزل

بيضاً مهفهفة زهراً مخلخلة

ريَّا الخلاخل فرعا فرعها رجل

إِن الكواعب ما منهن كاعبة

إِلا ذوائبها يغطى بها الكفل

لكن لها كفل رابٍ يتعتعها

عند القيام وجيد زانه النبل

في عينها حور في لحظها فتر

في ثغرها درر في مشيها كسل

إِن قلت زينها أنوار حلتها

أو حليها فبها قد زينت الحلل

تلك التي ملأت بالقيظ إِن لبست

قلب القرير بها أو حين تتصل

تلك الشفاء فطوبى من يلاثمها

تشفي الغليل إِذا ما مسها الرجل

في جنة خلقت للحور ساكنها

جار المهيمن ما منها لها حور

فيها الفواكه والنعماء دانية

والمصطفى وبها الأملاك والرسل

صلى ولم ربي جل جلَّ على

كل الكرام وخص المصطفى الأزل