محطة التعب الأخيرة

[ إلى “الرقة” مدينتي!]‏

ياحنينَ الاغتراب!‏

يا زمانَ الهجرة الأولى وياسرَّ الشموس الميّتَةْ.‏

يامصبَّ الوجعِ الدهريِّ‏

سويتِ العذاباتِ التي نامت بأعصابي انتحابا:‏

شهوةً…‏

مملكةً…‏

خيلاً..‏

وناقوساً بلحمي.‏

ياجئيرَ الجسدِ المشويِّ بالشهوةِ دعني أتملى

أيها الحزنُ الذي يطلعُ من صدري صحارى..‏

(……………)‏

يارمالَ الرَقَةِ القاتلةِ اليومَ‏

ألا تدرينْ..؟‏

انشرْي فخذيْكِ‏

للعابرِ واللوطيِّ‏

دليني على المَصْلَبِ‏

شفي من دمي نوحَ الحنينْ‏

فأنا أهواكِ.. أهواكِ‏

وأنت الخائِنَةْ‏

وأنا من حيْفِِكِ المسفوحِ بالدهشةِ‏

أستلُّ القصائدْ!‏

فيكِ من لحمي بقايا‏

وأغانٍ عن عذاباتِ المرافئ‏

(……………….)‏

أأسميكِ النزيف‏

أم أسميك الأسى والنارَ والشوقَ المُسمم‏

فلأي القاتلينِ، اليومَ، ألجأ!‏

فأنا الموسمُ في لحمي إشاراتُ القبيلَةْ.‏

وأنا الطيرُ الخرافيُّ‏

أنا ابنُ النهرِ والرملِ وأنسابِ العشائرْ.‏

فافتحي لي حوضَكِ الشتويِّ‏

خليني أقاسمك الفراش‏

واندهيني عاشقاً ملَّ حكاياتِ السفر.‏

(…………..)‏

يانخيلَ الشطِ والصمتِ وياموسمَ حزني.‏

هلْ تعرفتِ على العاشقِ‏

والمنفيِّ‏

والمقتولِ‏

والباكي أنا؟‏

هل تعرفتِ على مَنْ مارسَ النزفَ‏

بكلِ الطرقاتِ؟‏

شاعرٍ يسْتلُّ من صدغيْهِ أفكاراً شهيّةْ‏

ويصلي عددَ الرمل إلى عينينِ كالبحرِ‏

انثريني..‏

فأنا أهواكِ.. أهواكِ‏

ولو سوّيتِ من جسمي خيولاً ومآتمْ.‏

وأنا أهواكَ.. أهواكِ‏

وأنتِ الخائِنَةْ!‏