وما أنس ذاك اليوم لا أنس طيبه

وما أنس ذاك اليوم لا أنس طيبه

وقد بعثتني من منامي المقادر

فألفيتني وسنانة تحت وارف

من الظل في أكنافه الزهر يبسم

أسأل نفسي أين كنت ومن أنا

وأعجب مما أجتلي وأشاهد

وغارٍ برود الريح جاشت ضمائره

وفاضت برقراق المياه سرائره

ندىً رنين الصوت في أذن سامع

وفتان تلماع الحباب لناظر

تحدر حتى قلت ليس بمنته

وأقصر حتى قلت جفت مصاد

جرى ما جرى ثم استقر آتيه

وشن جمالاً بارعاً وجلالا

فللَه ما أصفى وأصقل ماءه

كأن سماء ركبت بثراه

رميت بلحظي في صقال أديته

فأفصح عن قد نقي المحاسر

يصد ويدنو ما دنوت وينثني

يصوب مثلي طرفه ويصمد

ومن عجب أني بعينيه اجتلى

نظائر ما أبدى له وأعالن

فلولا رحيم لم أجد غير صوته

لقد ظل هذا القد قيد عياني

يقول رويداً ربة الحسن والصبا

فما ذاك إلّا صورة من جمالك

تعلى إلى من لا يعني طلابه

ومن لا يحول الماء دون عناقه

ومن أنت منه صورة وهو أصلها

وهل كنت إلّا بعض ما ضم جنبه