إليك ركائب الآمال تسعى

إِلَيكَ رَكائبُ الآمالِ تَسعى

وَعِندَكَ حُرمةُ الآدابِ تُرعَى

وَبَينَ يَديكَ تَنقادُ الأَماني

فَيَغنَم بَرُّها وَتراً وَشَفعا

أَفضَتَ عَلى الأَنامِ سجالَ عُرفٍ

بِها وَجبَ الثَناءُ عَلَيكَ شَرعا

أَيادٍ في الوَرى اِتَّسَعَتْ وَعَمَّتْ

فَما تَرَكَتْ لَنا في الحَمدِ وُسعا

لَئن غَرِقتْ بِفَضلِكَ أَرضُ مَصرٍ

لَقَد لَحِقَ الشآمَ نداكَ هَمْعا

تَحَدِّثُ عَن عَزائمكِ المَواضي

عَظائمُ لَم تَفتْ في الكَونِ سَمعا

مَآثرُ كَالشُموسِ سَرَتْ فَضاءَت

عَلى الأَقطارِ لَم يَترُكنَ صَقعا

بِاِسمَاعيلَ للعربِ اِفتِخارٌ

إَلَيهِ تَنتَمي حَملاً وَوَضعا

أَجَلّ إِلى العُلى حَسباً وَمَجداً

وَخَيرُ سراتهم أَصلاً وَفرعا

وَأَكرَمُ كُل ذي كَرمٍ طِباعاً

وَأَعظَمُ مِنةً وَأَبرُّ صُنعا

لَقَد ساسَ البِلادَ بِسَيفِ عَدلٍ

بِهِ شُقّتْ صَفاةُ الحُورِ صَدعا

وَأَدَّبَ أَنفُسَ الباغينَ رَدعاً

فَما اِتَخَذَتْ سِوى التَسليمِ دِرعا

وَأَعلى للعُلومِ مَنارَ مَجدٍ

أَضاءَ بِهِ فَفاقَ النَجمَ لَمعا

أَلا يا مَن تَطوَّل في البَرايا

بِفَضلٍ لا تُصادفُ مِنهُ مَنعا

وَمَن حَجّت لِكَعبَتِهِ الأَماني

فَأَرجَعَها نَداهُ أَجلَّ رَجعى

دَعا داعي نَداك فَبادَرتَهُ

رِكابُ الحَمدِ تَفري البيدَ قَطعا

إِذا جِئنا بِمُغرِيَةٍ أَرَتنا

عَظائمَ فَضلِكَ المَأثورِ سَبعا

وَدُونكَ خِدمَةٌ مِن عَبد رَقٍّ

يَروم بِها لُبابَ الحِلم قَرعا

كِتابٌ جاءَ بَينَ الكُتْبِ بِدعاً

وَقَد أَهدَيتَهُ في الناسِ بِدعا

إِذا ما نالَ مِنكَ شَريفَ لَحظٍ

فَقد باهى نَفيسَ الدُرِّ وَقعا

تَغالى في الحِسابِ فَاخجَلتَهُ

صَنائعُ مِنكَ قَد فاتَتهُ جَمعا

وَما تُحصي الصَحائفُ مِن أَيادٍ

تَضيقُ بِفَضلِها الأَعدادُ رَبعا

سَقى اللَهُ الكَنانةَ صَوبَ عَدلٍ

بِكَفّكَ فاقَ صَوب المُزْنِ نَفعا

وَخَيّمَ بَندُ سَعدِكَ في حِماها

فَراحَت دونَها الأَحداثُ صَرعى

تَدين لَكَ النَواصي خاضِعاتٍ

فَيُكسِبُها الخَضوعُ لَدَيكَ رَفعا

وَتَدعو بِالبَقاء لَكَ البَرايا

وَأَنتَ أَجَلُّ مَن في الخَطبِ يُدعى

فَدُم بِالعزِّ مُشتَمِلاً وَدامَت

إَلَيكَ رَكائبُ الآمالِ تَسعى