رواية جاد منشيها اللبيب بما

روايةٌ جادَ مَنشيها اللَّبيبُ بِما

أَجادَ مِن وَشيِ أَلطافٍ وَآدابِ

راقَت مَحاضِرُها أُنساً وَقَد أَخَذَتْ

مِن حاضريها بِأَسماعٍ وَأَلبابِ

قَد أَنشَأتْ لِلنُّهى فيما أَرَت عِبَراً

وَأَطرَبَتْ كُلَّ سَمع أَيّ إِطرابِ

أَمسى بِها النَّقدُ نَقّاداً لِمالِكِهِ

فَهوَ المَحكُّ لِأَخلاقٍ وَأَحسابِ

وَأَظهَرَت لِمروءاتِ الكِرام يَداً

يَبقى ثَناها عَلى تِكرارِ أَحقابِ

سَدَّت مَفاقر ذي البُؤسى وَقَد فَتَحَت

لِلأَجرِ عِندَ سِواهُ أَيّما بابِ

لِلّهِ مَنشَئِها النَّدبِ الخَطيرِ فَقَد

فازَت يَداه بِأَخطارٍ وَأَندابِ

غصنٌ نمى في رِياضِ العلمِ حَيثُ سَما

بِالفَضلِ ما بَينَ أَترابٍ وَأَضرابِ

لا زالَ يَهدي إِلَينا بِالجَميلِ وَلا

زِلنا نُقرِّظُهُ في كُلِّ مِحرابِ