صرمت حبائلا من حب سلمى

صَرَمتَ حَبائِلاً مِن حُبِّ سَلمى

لِهِندٍ ما عَمَدتَ لِمُستَراحِ

فَانَّكَ إِن تُقِم لا تَلقَ هِنداً

وَإِن تَرحَل فَقَلبُكَ غَيرُ صاحي

يَظَلُّ نَهارَهُ يَهذي بِهِندٍ

وَيأرقُ لَيلَهُ حَتّى الصَباحِ

أَعَبدَ الواحِدِ المَحمود إِنّي

أَغَصُّ حذار سُخطِكَ بالقَراحِ

فَشُلَّت راحَتايَ وَجالَ مُهري

فَأَلقاني بِمُشتَجَرِ الرِماحِ

وَأَقعَدَني الزَمانُ فَبِتُّ صِفراً

مِنَ المالِ المُعَزَّبِ وَالمُراحِ

إِذا فَخَّمتُ غَيرَكَ في ثَنائي

وَنُصحي في المَغيبَةِ واِمتِداحي

كَأَنَّ قَصائِدي لَكَ فاِصطَنعِني

كَرائِمُ قَد عُضِلنَ عَن النِكاحِ

فَإِن أَكُ قَد هَفَوتُ إِلى أَميرٍ

فَعَن غَيرِ التَطَوُعِ وَالسَماحِ

وَلَكِن سَقطَةٌ عِيبَت عَلَينا

وَبَعضُ القَولِ يَذهَبُ في الرِياحِ

لَعَمرُكَ إِنَّني وَبَني عَديٍّ

وَمَن يَهوى رَشادي أَو صَلاحي

إِذا لَم تَرضَ عَنّي أَو تَصِلني

لَفي حَينٍ أُعالِجُهُ مُتاحِ

وَإِنَّكَ إِن حَطَطتُ إِلَيكَ رَحلي

بِغَربيِّ الشَراةِ لَذو اِرتياحِ

هَشَشتَ لحاجَةٍ وَوَعَدتَ أُخرى

وَلَم تَبخَل بِناجِزَةِ السَراحِ

حَمَيتُ حماكَ في مَنَعاتِ قَلبي

فَلَيسَ حِماكَ عِندي بِالمُباحِ

وَجَدنا غالِباً خُلِقَت جَناحاً

وَكانَ أَبوكَ قادِمَةَ الجَناحِ

وَأَنتَ مِن الغَوائِلِ حينَ تُرمى

وَمِن ذَمِّ الرِجالِ بِمُنتَزاحِ

إِذا جَعَلَ البَخيلُ البُخلَ تُرساً

وَكانَ سِلاحُهُ دونَ السِلاحِ

فَإِنَّ سِلاحَكَ المَعروفُ حَتّى

تَفوزَ بِعَرضِ ذي شِيَمٍ صِحاحِ