ومعجب بمديح الشعر يمنعه

وَمُعجَبٍ بِمَديحِ الشِعرِ يَمنَعُهُ

مِن المَديحِ ثَوابُ المَدحِ وَالشَفَقُ

يا آبيَ المَدحِ مِن قَولٍ يُحَبِّرُهُ

ذو نيقَةٍ في حَواشي شِعرِهِ أَنَقُ

إِنَّكَ وَالمَدحَ كالعَذراءِ يُعجِبُها

مَسُّ الرِجالِ وَيَثني قَلبَها الفَرَقُ

تُبدي بِذاكَ سُروراً وَهيَ مُشفقَةٌ

كَما يَهابُ مَسيسَ الحَيَّةِ الفَرِقُ

لَكِن بمَديَنَ مِن مَفضى سوَيَمَرَةٍ

مَن لا يُذَمُّ وَلا يُشنا لَه خُلقُ

أَهلُ المَدائِحِ تأتيهِ فَتَمدَحُهُ

وَالمادِحونَ إِذا قالوا لَه صَدَقوا

لا يَستَقِرُّ وَلا تَخفى عَلامَتُهُ

إِذا القَنا شالَ في أَطرافِها الحرَقُ

في يَوم لا مالَ عِندَ المَرءِ يَنفَعُهُ

إِلّا السِّنانُ وَإِلّا الرُمحُ وَالدَرَقُ

يَطعنُ بالرمحِ أَحياناً وَيضرِبُهُم

بِالسَيفِ ثُمَّ يُدانيهم فَيَعتَنِقُ

يَكادُ بابُكَ مِن جودٍ وَمِن كَرَمٍ

مِن دونِ بَوّابَةٍ لِلناسِ يَندَلِقُ

إِنّي لأطوي رِجالاً أَن أَزورَهُمُ

وَفيهُمُ عكَرُ الأَنعامِ وَالوَرقُ

طَيَّ الثِيابِ الَّتي لَو كُشِّفَت وُجِدَت

فيها المَعاوِزُ في التَفتيشِ وَالخرقُ

وَأَتركُ الثَوبَ يَوماً وَهوَ ذو سَعَةٍ

وَأَلبَسُ الثَوبَ وَهوَ الضَيِّقُ الخلَقُ

إِكرامُ نَفسي وَإِنّي لا يُوافِقُني

وَلَو ظَمِئتُ فَحُمتُ المشرَب الرَنقُ