ومضات

سواد :

زوجتُهُ حُبلى

وهو ضريرٌ

يتمنّى أن يقطعَ ذاك الشارعَ

في الليلِ بلا مِنّةْ.

ماذا لو كان القادِمُ أعمى ..؟

***

رأسُ السّنة :

في رأسِ السّنةِ الميلاديّةِ جِنّيّةْ

عيناها مُطْفأتانْ

ولها ثغرٌ كالحانةِ

لا يتثاءَبُ،

إلا لدخولِ العامِ الآتي ..

وخروجِ الشّعبِ السّكرانْ.

***

صحفي:

هو يلهثُ كالكلبِ بدفترهِ

ويُفتّشُ من كل زوايا القاعةِ

فالشاعرُ،

لن يقرأ هذي الليلةَ شعراً.

***

رضوخ :

هاتِ يديكَ

رضيتُ بنصفِ الحُبِّ

ونصفِ الموتْ.

***

أرَق :

لا توقظهُ الساعةُ

من لا يعرفُ طعمَ النّومْ.

***

أميّة:

أُمّيٌّ من لا يقرأُ مرآتهْ.

أعدَى الأعداءْ

أعدى الأعداءِ

صديقٌ لا تَعْرِفُهُ ..

***

سرابْ:

في قمّةِ ذاكَ الطّودِ

وفوقَ الغيمِ بشبرينِ

أكادُ أرى كفّيها تنزلقانْ،

فهل تمكُثُ حتى أُدرِكَها …؟

***

حُجّةْ:

فرّغَ البُندُقيّةَ

في صدرِ تلكَ الحمامةِ،

ليسَ ليقتلَها ..

إنّما كان يُؤْلِمُهُ أن تطيرْ.

***

حُلُمْ:

على أيِّ جنبيكَ كنتَ تنامْ ؟

وأيُّ الصباحاتِ كنتَ تُطَرّزُ ؟

حين تفتّحَ في شفتيكَ الكلامْ.

***

صُعْلوكْ:

بعينيهِ قال الكثيرْ.

فأوجسَ منهُ الأميرُ،

وقالَ:

بماذا تُلَوّحُ ؟

قالَ:

كلامُ الصعاليكِ ليسَ يُعادُ.

***

حُضورْ:

قالتْ:

لن يُغلقَ هذا البابُ

غِبْ ما شئتَ

فإنّكَ ممّنْ يأتونَ،

إذا غابوا ..

***

أمل:

يدُكَ اليُمنَى بارِدةٌ

هاتِ اليُسْرَى …

***

خُبزٌ ومِلْحْ:

خُذْ هذا البابَ

وخُذْ نصفَ السّورِ إذا شئتْ ..

فالسارقُ يشربُ قهوتَهُ معنا ..

ويقاسِمُنا نِصْفَ الخُبزِ ونصْفَ المِلحْ.