جئت أشكو لك روحي وجواها

جئتُ أشكو لكِ روحي وجواها

وردت ظمأى وعادت بصدَاها

آه من عينكِ ماذا صنعت

بغريبٍ مستجيرٍ بحماها

تبعته تقتفي أحلامَهُ

كلّما أغفى أطلَّت فرآها

يا سقى الله لِليلى أيكةً

وجزاها الخيرَ عنّا ورعاهَا

وغذاها من أمانينا ومن

حبنا الشهدَ المصفى وسقاهَا

قرّبي عينكِ مني قرّبي

ظلليني واغمريني بصفاهَا

وأريني هدأة البحر إذا ان

بسط البحرُ جلالاً وتناهَى

وأريني لجة السحر التي

ضلَّ في أعماقها الفكرُ وتاهَا

ألمح اللؤلؤ في أغوارها

وأرى الطيبة تطفو في سناهَا

وأراها تخبأ الخلدَ لمن

باع دنياه وبالروح اشتراهَا

نحن أرواحٌ حيارى افترقت

ثم عادت فتلاقت في شجَاها

سوف ينسى القلبُ إلا ساعةً

مِن رضاً في وكرك الحاني قضاهَا

هتف القلب وقد حدثتني

أيّ ماضٍ كشفت لي شفتاها

هَمَسَت في خاطري فاستيقظت

روحيَ الحيرى وأصغت لندَاها

فأنا إن لم أكُن توأمَها

فكأني كنت في الغيبِ أخاها

نحن أرواحٌ حيارَى ثملت

وانتشت سكرى على لحنِ أساهَا

قرِّبي روحَكِ مني قرِّبي

ظلليني واغمريني برضاها

وتعالي حدّثيني حدّثي

أنت مرآة شجوني وصَدَاهَا

فهبيني ساعة الصفو التي

تقسمُ الأيامُ ما فيها سواها

ثم أمضي لحياةٍ مرَّةٍ

صبحُها عندي سواءٌ ومَسَاهَا