لا تبكها ذهبت ومات هواها

لا تبكها ذَهَبَت ومات هواها

في القلبِ متسعٌ غَداً لِسواها

أحببتُها وطويتُ صفحتَها وكم

قَرَأَ اللبيبُ صحيفةً وطواها

يا شاطئَ الأَحزانِ كم مِن موجةٍ

هَبها ارتطامةَ موجةٍ وصداها

تلك الوليدةُ لم تَطُل بُشرَاها

لمَّا تكَد تطأُ الثرى قدماها

زفَّ الصباحُ إلى الرمالِ نداءَها

وسرى النسيمُ عشيةً فنعاها

هاتِ اسقني واشرب على سرِّ الأسى

وعلى صبابةِ مهجةٍ وجواها

مهلاً نديمي كيفَ ينسى حبَّهَا

من ينشدُ السلوى على ذكراها

ما زلتَ تسقيني لتنسيني الجوى

حتى نسيتُ فما أدركتُ سواها

كانت لنا كأسٌ وكانت قصةٌ

هذا الحبابُ أعادَهَا ورواها

كأسي وشمسُ هوايَ والساقي الذي

عَصَرَ الشعاعَ لمهجتي وسقاها

الآنَ غَشَّاها الضبابُ وها أنا

خَلفَ المدامعِ والهمومِ أراها

غالَ الفناءُ حبابَهَا وضبابَهَا

وتبخرت أحلامُهَا ورؤاها