أسلت لك العينين دمعا مرقرقا

أَسلت لك العينين دمعاً مرقرقا

وَسمت لك الجنبين وجداً محرقا

خليليَّ مالي عنكما متحوّل

اذا لم تكونا لي رفيقين فارفقا

ابثُّكما عينا تلجلج دمعها

وقلباً متى نهنهته لجّ محنقا

ولم ار الا لي عقيق شفاهكم

عقيقا والا ابرق الثغر ابرقا

ووجداً كمشبوب الاوارين في الحشا

يخبّ اذا ما لاعج الحب اعنقا

فمن مبلغٌ عني الوكة شيِّق

حبيبا بمحتل السماوة شيَقا

فيا لا عدا ارض السماوة مرعدٌ

من الغيث يسقي ما حل الترب مبرقا

ازجّ لصحراء السماوة جسرة

علاة تجوب البيد هوجاء سوهقا

ترانيَ منها آخذاً بخطامها

كصلٍّ وثوب بالمخطَّم عُلِّقا

اذا ادلج الركب المغذ بليله

يقلِّب للركب المغلس حملقا

ولو لم اعلل في تأوب نوقه

زجرت له الاحشاء تخفق انيقا

اما وثنايا أن برقن لناظرٍ

توَّهمت أن البرق منها تألَّقا

ومصقول وردٍ في الخدود مكمَّم

به عبثت ريح الصبا فتفتَّقا

وسود جفون تقطر الخمر أن رنت

شربت بهنَّ الصرخديّ المروَّقا

تعوَّذت باسم اللَه حين يديرها

نوافث سحر لا تعوَّذ بالرقى

الا عاطني الكاس الدهاق بمقلةٍ

يطيب بها شربي صبوحاً ومغبقا

اعلّ بمرحوق بفيك كأنما

اعلّ بمغبوق من الكاس صفِّقا

شربت الطلا صرفاً قديماً وحادثا

واطيب ما احسو السلاف المعتَّقا

ويا بأبي افدي وامي وأسرتي

غزالاً رعى بالرمل ضالاً وزنبقا

هو البدر في اوج السما غير أنه

تطلَّع في ارض السماوة مشرقا

هو الصورة الحسنا التي لو تصوَّرت

لداود في محرابه لتعشَّقا

هو المسك طيباً والصبا غضوية

وزهرُ الربى غضّاً تعبَّق مونقا

لئن شتَّت الدهر المفرق جمعنا

فلن يجمعنَّ الدهر الا وفرّقا

أُخيَّ لقد طال البعاد الا اقتراب

تقاعست ام خلت السماوة جُلَّقا

ولو لم اكفكفه بكفيَ دائباً

تحدَّر فياض العزالين مغرقا

كأنّ اتصال الدمع في جريانه

على النحر خيل تقطع البيد سبَّقا

كأنّ العيون الطافيات بدمعها

زوارق كادت ان تعوم وتغرقا

كأنّ اللحاظ الطامحات سوانحاً

جوانح طيرٍ بالقوادم حلّقا

اذا رمتُ لي يوماً طريقا مخلِّصا

وجدتُ من البلوى طريقاً مُطرقا

اذا فاح ريعان الصبا بأريجه

نشقت الكبا والمندليَّ المعبَّقا

اراه مقيماً في الفؤاد وان نأى

فغرّب نأياً في البلاد وشرَّقا

يعفُّ له دون النطاق مفخمٌ

نبيلٌ وخصرٌ بالنحول تمنطقا