أشارت تودع سمارها

أشارت تودع سمارها

عشية قد يممت دارها

قضت وطراً بجنوب الحمى

وما قضت النفس أوطارها

وراحت تدفُّ دفيف النعا

مة تتَّبع العين آثارها

إذا خطرت بدمقس الحرير

تهزهز في المشي خطارها

نزت لي نفس جموح العنان

أمانع بالزجر أمّارها

وفرعاء ترسل من جعدها

وعيني ترسل مدرارها

تصدُّ بوجه كزهر الرياض

تلفُّ بحوذانها غارها

إذا البرق ضاحك حافاتها

يكلل بالقطر نوارها

أسيم اللحاظ ببستانها

فيقتطف الطرف أثمارها

ولم أنس ليلة أنس الجميع

وقد أفرد الحي ختارها

ليلة أنسٍ صفا جوّها

وقد ولَّع الطل أسحارها

بزغن بجوشنها طُلَّعاً

غارنق تخجل أقمارها

روامٍ بعينٍ كعين المها

ة نجلاء تشحذ بتّارها

برزن برفرف إفرنجةٍ

تحلُّ وتعقد زنّارها

تضوَّع طيباً بردع العبير

خفوق الجلابيب معطارها

إذا نفحت قلت أيدي التجار

تقلب من كثب فارها

ورود تنازل عفر الظبا

ترود الخميلة أزهارها

تحلُّ الغبيط سوى أنها

بعلياء قد أوقدت نارها

علقت بحمر قبيباتها

لو أنّي أطرّق أستارها

أرانيَ إن زرتُ ذاك الخباء

جار الغزالة أو جارها

خليليَّ قد برقت ديمةٌ

تريق ببرقة أمطارها

إلا ورُد الخمس غدرانها

وروداً يمانع إصدارها

فما ليَ غرُّ بهذِ الدنا

تغرُّ واصحب غرارها

أسفّ بطيريَ للمطمعات

أجوب السهول وأوعارها

فيوماً أطالعُ أنجادَها

ويماً أنازل أغوارها

أرى الناس درهمها دينها

صيارف تعبد دينارَها

تضيِّع في الجود معروفها

وتحفظ في البخل أعذارَها

فتنكر نفسيَ عِرفانها

هي الطير تعرف أوكارها

فهلا أريح بجنب الحمى

رَواحل تحمل أسفارَها

أزور أخا مضر المكرمات

ترحب بالجود من زارها

عليَّ القباب رحيب الجناب

سبط الرواجب مغزارَها

كثير قرى الضيف مطعامها

قليل الهجائن منحارَها

أحاديث برهانه جمة

يصحح بالنص أخبارَها

تفرَّع من خير جرثومة

تخيَّرها اللَه واختارها

نمته عواقد من هاشم

على الحسب العدّ أزرارَها

مفارق أنوار تيجانها

تبزُّ الفراقد أنوارها

لها اللَه زخرف تلك الجنان

وفجَّر باللطف أنهارَها

أراد لها الحكم في خلده

فللطول قصَّر أعمارها

فمن أين تدركها كنهها

ومن أين ترعف أسرارَها

مغازير تسكب آلاءها

مغاوير تركب أخطارَها

تكاد إذا استبَقت بالفخار

تقطع بالجري مضمارها

فلم ترَ إلا فتىً مصحرا

عفرني الدياميم مغوارَها

قريع المقانب زحّافها

زعيم الكتائب جرارَها

فكم ضربة منه أخدودة

تقدُّ المجنَّ ومن دارَها

وكم طعنة عنه أخطيفةٍ

يقيء فمَ الجرح مسبارَها

أخا الكرم الغمر كم راحة

لك الركب يمم تيارَها

وما ضرَّنا قلعُ وسمية

وكفك تسبل آذارَها

وذا العيد عاد مع الواردين

مناهل تخسف آبارها

تطالبُ عندك موهبةٌ

له منك قبل قد اشتارَها

تصوم ولكن عن الفاحشات

بنفسٍ ترى النسك أفطارَها

فدم للعدى مرغماً أنفها

عدىً منك لا أدركت ثارها