إلى الجانب الشرقي من أرض بابل

إلى الجانب الشرقي من أرض بابلٍ

تهب بأشواقي صباً وجنوب

يذكرنيها الشوق ما طلعت ذكاً

ضحى بمحانيها وحان مغيب

إذا ما ذكرت الشعب من سفح بابل

رمت بي خرقاء اليدين شعوب

أحنُّ حنين الذود ذيد عن الروى

فضلَّ على الماء الرواء يلوب

تنكر لي دهري فشرد رفقتي

فطالت حزون بيننا وسهوب

قضيت بهم عصر الشباب بغبطة

إلى أن علتني حنوة ومشيب

لحي اللَه دهراً ما تزال سهامه

مفوقة ترمي بنا فتصيب

أأحبابنا حالت بكم غربةالنوى

وحلَّت عرى الأجفان فهي غروب

أبت أن تذوق النوم مني مقلة

كأن عليها للسهاد رقيب

فبين جفوني والسهاد تسالم

وبين وسادي والرقاد حروب

إذا ما تزاورنا على البعد بيننا

تزاور أكباد لنا وقلوب

فلي فوق أكوار المطي تهجر

ولي بين أيدي اليعملات دؤوب

ولم أتعيف بالبوارح غدوة

ولا بغراب البين وهو نعوب

وما جائلات بالنسوع تناهبت

ثرى البيد فينا تغتدي وتؤوب

رواغي تحت الليل بالركب ترتمي

لهنَّ زفير بالسر ولغوب

تحنُّ إلى الوادي نواعب رزحاً

وأين من الوادي روازح نيب

قال شعاع الآل في رونق الضحى

ترقرق ماء طافح فتجوب

باشوق من قلبي عشية أنثني

أناديك أسوانا ولست تجيب