بدا وزنجي صبغ الليل قد ابقا

بدا وزنجيُّ صبغ الليل قد ابقا

وابلق الصبح يطوي خلفه الشُققا

بدرٌ يشقُّ قميص الليل ابلجُهُ

وليس يرتق منه كلما فتقا

احفيته العتب حتى عاد من خجل

جبينه الصَّلت منه يرشح العَرَقا

اسارق اللحظ خالاً فوق وجنتهِ

لم ادر من اين قرص المسك قد سرقا

يا هل ترى جاء من دارين جالبُهُ

فكلما هبّ علويُّ الصَّبا عَبَقا

هل تلكم العين ربّ القين طابعُها

سبحان قدرةِ ربٍّ يطبع الحدقا

يا مُطمعي حيث لا حسٌّ ولا رمق

رضيت بالوهم لو ابقيت لي رمقا

لم يخطر الوهم مجتازاً على خلدي

الا وخالط عيناً تنظر الطرُقا

فرحتُ اتبع منه اسوداً غدِقا

لون الغراب وانحو ابيضاً يققا

طوراً اضل وطورا اهتدي فأنا

مازلت منه بنعمى مرّةً وشقا

أني شددت نطاق الحزم في قمرٍ

بدرٍ تُخيِّلَ بالجوزاء منتطقا

لم ادرِ أن لاح او أن فاح في حلل

هل لاحَ لي قمراً ام فاح لي خُلقا

الموهبُ الحجر الياقوت مُقترنا

والمذهبُ الذهب الابريز مفترقا

اذا تعرّض للمعروف يصنعه

حسبته عيلما او عارضا غدقا

انسان عين العلى هل تكشفنّ قذى

عين بادمعها انسانُها غرقا

لئن أساء رفيق فيك صُحبته

احسنت صحبة من قد ساء مرتفقا

لقد تلهَّب جمراً ذاكياً كلمي

حتى بعثتُ باشعاري لكم حُرَقا

اهدي اليك سلاماً كالنسيم صبا

ما لا عبت نسمات البان غصن نقا

وبعد اثني ثناءً كالعبير فشا

طيباً تعبَّق بالآفاق منتشقا