كبا طرف أشعاري على الأسد الضاري

كبا طرفُ أشعاري على الأسد الضاري

يدلُّ بأنياب ويفري بأظفارِ

جرى قدرٌ جارٍ عليه محتَّم

وهل قدر جارٍ على القدر الجاري

أدار الحمى قد جارَ دهركِ فاضرعي

لقد أزمع الترحال عنك حمى الجارِ

لقد كان قبل اليوم ليلك مبهجا

ترٌّ حواشيه برقَّة أسحارِ

وقد كان عهدي أمس ربعك مربع

بصوب أخي الشؤبوب يزهو بأزهارِ

مسارب أسراب وملعبُ ربربٍ

حدائق أنوار خمائل نوّارِ

وأبطح فياح المهابط نافح

أغارت به الحواذن نافحة الغارِ

وهل درت الفيحاء لا فاح طيبها

تحمل فياحا شذا طيبها الداري

بكرى اليُّ حزناً والعراق لعارضٍ

تقشع ريّاً بل وارياً لمشتارِ

لحقَّ الصفا والمروتين وطيبة

له ادّرعت حزناً مدارع من قار

سرى وعجيج الناس خلف سريره

عجيج حجيج البيت في يوم تناحار

أبا شبَّر واهاً شقيق شبيرها

أو حسن ثاوٍ بسبعة أشبار

يصافح بالصلت الصفيح كأنه

وقد أكل البوغاء صفحة دينارِ

فيا نكبةً أخلت لهاشم منكباً

وقد خزلت ظهراً بأغلب مغوارِ

ويا ثلمة الثغر المخوف بخرقها

فما بعده انسدَّت ثغورٌ لأمصار

لحلَّت حبا الأعلام ستّاً بواحدٍ

له انعقدت أعلام سبعة أقطار

لوت من لويّ البطش كفّاً وساعدا

بأبيض مصقول وأسود خطار

وناعٍ نعي بالأمس هاشم هشمها

طعاماً لأنفار وطعماً لأطيار

فواهاً لبحر الشعر جزرا عروضه

لمن بعد ذاك المد اعرض أشعاري

ذكرتك والدنيا بعيني خطة

فما وسعت همّي عليك وتذكاري

أيصدقني طيف لصالح طارقٌ

تمثل لي زورا على النأي زوار

خبث نار مقرورين صالح والندى

محمد أوقدها فأنت سنا النار

أخو خلقٍ زاك كأنّ تجاره

تقلبُ بالأيدي مفتقة الفارِ

وأخبار فضلٍ عنك صحَّ ابتداؤها

ومبتدآتٍ عنك صحت بأخبار

وحسبُ حسين الفضل فضل يزينه

بتصعيد آراء وتصويب أفكار

فما غرا إلا ريث أنجد فكره

فطوراً بأنجادٍ وطوراً بأغوارِ

وبحرَين زخّارين لجّاً وساحلا

فلجة زخّار تُلطُّ بزخّار

أخيَّ فما الدنيا بخير لطالب

ولا طالب الدنيا عليها بمختار

وكم قائل لي دون قدرك بسطُه

فقلت هي الأقدار تجري بأقدار

ومن باع عرضاً واشترى المال دونه

فقيراط عرضي لا يباع بقنطار

وما المرء ألا وهو يومان دهره

فيوماً بأفراح ويوماً بأكدارِ

ومن قد رأى الدنيا الدنيَّة كاعباً

فإني أراهازيّ شمطاء معطار

عزاءً بني الوحي الكرام فإنما

هو الموت رصدٌ بين وردٍ وإصدار

لئن غابَ بدرٌ مقمرٌ فلأنتم

منابت أزهارٍ ومطلع أقمارِ

وإن غاب عنكم حيث أزهر رمسُه

به ميتاً أحياه معروفه الساري