وعينك ما للعين بعدك مسرح

وعينك ما للعين بعدك مسرح

ولا لمزار الدمع بعدك من غبّ

إذا خطرت لي منك في القلب خطرة

تأوهت من كربي وحن لها قلبي

حنين صوادي العيس ضحوة خمسها

روامي بالأحداق للمنهل العذب

فقدتك فقد البدن مطرح جنبها

رواغي تحت الليل تخبط بالركب

فكم زفرة لي فيك تعقب زفرة

وسرب دموعٍ يشرئب إلى سرب

وكم لهفة لي فيك في أثر عبرة

بقلب هفا صب ودمع جرى سكب

بكيتك حتى قد قضى الدمع نحبه

عليك فهلا قد قضيتُ به نحبي

فللعين عين بالدموع سفوحة

وللغرب غرب يستهل على غرب

تركت لذيذ العيش فيك كأنما

يمثل لي عينيك في الأكل والشرب

ولست علىما بي من الهم ناسياً

تذكر حال منك في البعد والقرب

بقيت على حب يرقص بالحشا

عليك وظني قد بقيت على الحب

ولا تحسبن أن الذي بي هين

فبي منك فوق الترب ما بك في الترب

لقد كنت رحب الصدر جلداً على النوى

فمذ بنت لا قد بنت قد ضاق بي رحبي

وكنت على سلم مع الدهر برهةً

فصرت مع الأيام فيك على حرب

وحسبي خصم في الزمان متنازع

ينازعني العلق الثمين على غصب

ولو كان خطبي بعد فقدك واحد

حملت لوكن حمل خطب على خطب

أغالب أيامي وهن عواكس

مقاصد آمالي ومن ليَ بالغلب

ما بال هذا الدهر يعجم صعدتي

كأني والدهر الألد على ألب

لعمرك ما نبئت والسيف مرهف ال

مضارب إن السيف ينبو بلا ضرب

فأين زعيم العجم والعرب أين من

دعي بفتى الفتيان في العجم والعرب

وأين ابن أم المجد طار إلى علا

شرافتها تعلو على الأنجم الشهب

وأين مصون العرض ما نيل عرضه

وباذل عرض المال بالنائل النهب

وأين الذي إن عطلت للعلى رحى

غدا قطبها ثم استدارت على القطب

واين الذي قد عزَّ في الموت حزبه

وصارع حزب الموت وهو بلا حزب

أرى الآلة الحدباء يحمل فوقها

رجال رسوا هضباً على الهضب الحدب

ندبناك يا أزكى الرفاق وإنما

ندبناك للندب الحسين أخ الندب

وما مات من أبقى لنا بعد فقده

فتى مثله ضرباً شقيق الفتى الضرب

وكوكب فضلٍ عزَّ في الناس خدنه

فليس له ترب سوى النجم من ترب

جواداً متى بالجود يبسط راحة

يظل لها يغضي حياءً حيا السحب

عزاؤكما والحادثات نوازل

على مذهب الأمحال بالمنزل الخصب

ولا زال ممطور من الروض ممرع

يرف على مثواك بالمندل الرطب