يا هل أذوق لماك بردا

يا هل أذوق لماك بردا

خصِرا فاطفئُ فيه وقدا

وأُسرّح اللحظ الطموح

يرود من خديك وردا

لي من رضابك موردٌ

يا حبذا لي ذاك وردا

تاللَه أشهد أنه

حلو يمجُّ الريق شهدا

ومهفهف الكشحين يخطر

ساحباً في المشي بُردا

يهتزُّ لي غصن النقا

إن ماس أوان هز قدّا

ويعنُّ لي عين الغزالة

عارضا جيدا وخدا

من لي به متحليا

قد علَّق الجوزاء عقدا

لولاه ما يممت غوراً

لا ولا طالعتُ نجدا

وبمهجتي الرشأ الذي

يرعى الحمى شيحا ورندا

أمسي وأغدو في هواه

مولَّهاً ممسىً ومغدا

ويصدني عن مرشفٍ

خصر اللمى أروى واصدى

أفديك من متمنع

يا أيها الرشأ المفدى

قدتَ القلوب بأسرها

بهوىً يقود الحر عبدا

جردت لحظك صارماً

وله اتخذت حشاي غمدا

سيفاً يريق دمَ الكلى

رقرقت لي فيه الفرندا

آليت لا أنفك فيك

متيما آليت جُهدا

لو تعلمنَّ بصبوتي

لوجدت أو لقضيت وجدا

ولقد ذكرتك راعياً

للعهد حين نسيت عهدا

ومحضتك الودَّ الصريح

وأنت فيه تشوب ودا

من ناشد لي مهجة

سقطت وقلباً فيك أودى

ويعيد وصف شمائل

مثل الشمال إذا تعدى

جئتي بمثلك ثانيا

يا ثالث القمرين عدا

لم تبق لي أبدا دماً

يجري ولا عظما وجلدا

وأما وفاحم مرسلٍ

أرسلته سبطا وجعدا

بك قد ضربت بقلَّصي

خوصا تقدُّ البيد قدّا

كم وهدة بك قد نزلت

بسفحها وعلوت نهدا