حسبت أن الشبابا

حسبتُ أنَّ الشبابا

ولى حميداً وغابا

وما ظننتُ فؤادي

إلاَّ اهتدى وأنابا

هيهاتَ لم يُرضِ قلبي

من الهوى ما أصابا

يا نظرةً لم أُرِدْها

ساقت إلي عذاباً

لم أدرِ أن الزوايا

يا قلب فيها خبايا

رددتَ ما ضي عهودي

عليَّ فاحمل هوايا

حسبتُ أنَّ دموعي

جفَّت وأقوتَ ربوعي

وخلتُ نارَ فؤادي

خبتْ وراءَ ضلوعي

فأين وجدي وسهدي

وصبوتي و ولوعي

وكان يوم الثلاثا

شهدتُ فيه العجابا

اليوم يوم الصبايا

روافلاً بالملايا

لئن أثرن شجوني

ففي الزوايا خبايا

لاحتْ وجوهٌ ملاحٌ

حلف الحجابِ صباحُ

لكن بخلْنَ ولّما

بخلْنَ هبّت رياحُ

هذا نقابٌ وهذا

شعر وهذا وشاحُ

فانصبَّ نورٌ وطيبٌ

على القلوب انصبابا

كم للجمال مزايا

وكم له من سجايا

لولاك يا ريحُ كانت

بين الزوايا خبايا