أحن إلى نجد وإن هبت الصبا

أَحِنُّ إِلى نَجدٍِ وَإِن هَبَّتِ الصِبا

وَأَصبَحوا إِلى شَرخِ الشَبيبَةِ وَالصِبا

وَقَلبي إِلى الحَيِّ الجُلاحِيِّ لَم يَزَل

مَشوقاً عَلى ماءِ العُذيبُ مُعَذَّبا

وَأَغيدُ بَرّاقُ الثَنِياتِ واضِحٌ

أَبى القَلبُ عَن حُبِّيهِ أَن يَتَقَلَّبا

لَهُ شَعَرٌ ما اِهتَزَّ إِلّا تَثَعبَنَت

ذَوائِبُهُ وَالصُدغُ إِلّا تَعَقرَبا

وَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّ أُسقى بِكَفِّهِ

عَلى وَجهِهِ نادَمتُ بَدراً وَكَوكَبا

حَكَت فَمَهُ طَعماً وَريحاً وَخَدَّهُ

إِذا مَزَجوها رِقَّةً وَتلَهُّبا

وَكُلُ لَيلَةٍ أَمسى لِميعادِ وَصلِهِ

مُسَيلَمَةً إِلّا وَأَصبَحَت أَشعَبا

وَقائِلَةٍ لي حينَ أَصبَحتُ لاهِياً

بِزُخرُفِ دُنيا كُلَّما رُمتُهُ أَبى

لَعَمرُكَ ما شَرَخَ الشَبيبَةِ راجِعٌ

إِذا ما تَوَلّى العُمرُ عَنكَ وَجَنَّبا

وَلِلشَيبِ شَعَراتٌ تَدُلُّ عَلى الفَنا

إِذا اِبتَسَمت في عارِضِ المَرءِ قَطَّبا