تأمل ولتكن ثبت الجنان

تَأَمَّل وَلتَكُن ثَبتَ الجَنانِ

نِساءَ الحَيِّ أَم حورُ الجِنانِ

بَدَونَ كَأَنَّهُنَّ بُدورُ تِمٍّ

وَمِسنَ كَأَنَّهُنَّ غُصونُ بانِ

وَكَم في الحَيِّ بَهكَنَةٌ حَصانٌ

مُبَرقَعَةُ المُحَيّا وَالحِصانِ

وَمخضوبُ القَناةِ مِنَ الأَعادي

لِعَينَي كُلِّ مَخضوبِ البِنانِ

أَتَيناهُنَّ أَضيافاً وَلَكِن

شُغلِنا بِالجُفونِ عَنِ الجِفانِ

يَقُلنَ تَسَلَّ بِالصَهباءِ عَنّا

عَلى ضَربِ المَثالِثِ وَالمَثاني

فَقُلتُ وَقَد مَضى نَوءُ الثُرَيّا

وَجاءَت بِالسُعودِ النَيِّرانِ

عُيونَ السُحبِ كَم تَبكينَ وَجداً

وَقَد ضَحِكَت ثُغورُ الأُقحُوانِ

وَفي رَبعِ الحَبيبِ لَنا رَبيعٌ

وَنَورٌ ما حَوَتهُ النَيرَبانِ

وَما شَمسُ الضُحى في الحُسنِ إِلّا

كَشَمسِ الدَولَةِ المَلِكِ الهَجانِ

شَديدُ البَأسِ مَحمودُ السَجايا

مَنيعُ الجارِ مَبذولُ الخُوانِ

هُوَ المَعروفُ بِالمَعروفِ حَقّاً

فَتىً لا بِالبَخيلِ وَلا الجَبانِ

يُعَوِّدُ راحَتَيهِ البَسطَ إِلّا

عَلى إِمساكِ سَيفٍ أَو عِنانِ

إِذا ما حَلَّ حَرباً هاجَ نَقعاً

كَذاكَ النارِ تُعرَفُ بِالدُخانِ

أَفَخرَ الدينِ زِد فَخراً وَعِزّاً

عَلى الأَملاكِ مِن قاصٍ وَدانِ

تُرَنشاهُ بنُ أَيوُبَ بنُ شاذي

مُلوكٌ لِلطَعامِ وَلِلطِعانِ

أَلَم تَفُقِ الوَرى حَرباً وَسِلماً

بِسَيفِكَ وَالنَدى وَالصَولَجانِ

فَصَحتُ أَنا وَأَنتَ الناسَ قَولاً

وَفِعلاً في المَعالي وَالمَعاني

وَكُنتَ كَأَنَّكَ الحَسَنُ بنُ سَهلٍ

وَكُنتُ كَأَنَّني الحَسَنُ بنُ هاني