دع استماعك ذكرى دير سمعان

دَعِ اِستِماعَكَ ذِكرى دَيرِ سَمعانِ

فَما أَمَرَّ النَوى عَن دَيرِ مُرّانِ

فيهِ شَماسَةً مِثلَ الشُموسِ إِذا

جاءوكَ بَينَ أَناجيلٍ وَصُلبانِ

وَكُلُّ قَسٍّ كَقُسٍّ إِن تَحَدَّثَ عَن

عيسى بنِ مَريَمَ أَو موسى بنِ عِمرانِ

وَفي الشَعانينَ مِن أَولادِ جَفنَةَ لي

ظَبيٌ يُناشِدُني أَشعارَ حَسّانِ

لِلَّهِ لَيلَةَ بِتنا وَهوَ ثالِثُنا

مِن مُسلِمٍ وَيَهودِيٍّ وَنَصراني

وَراحَنا مِن ثَلاثٍ أَبيَضٍ يَقَقٍ

وَأَصفَرٍ فاقِعٍ أَو أَحمَرٍ قاني

وَقالَ هَيّا فَقَد لاحَ الصَباحُ وَقَد

طابَ الصَبوحُ عَلى رَوحٍ وَرَيحانِ

ما بَينَ سَطرا وَمَقرا جَنَّةٌ سَرَحَت

أَنهارُها في ظِلالِ الآسِ وَالبانِ

يَظَلُّ مَنثورُها وَالرَوضُ مُنتَثِراً

كَأَنَّما صيغَ مِن دُرٍّ وَمُرجانِ

وَالطَيرُ تُنشِدُ في أَغضانِها سَحَراً

هَذا هُوَ العَيشُ إِلّا أَنَّهُ فانِ