دمشق حييت من حي ومن نادي

دِمَشقُ حُييِتِ مِن حَيٍّ وَمِن نادي

وَحَبَّذا حَبَّذا واديكِ مِن وادِ

لَيسَ النَدامى نَدامى حينَ تَنزِلُهُ

يَعُلُّهُم شادِنٌ كَأساً عَلى شادِ

حَقَّاً وَلِلوُرقِ في أَوراقِهِ طَرَبُ

كَأَنَّ في كُلِّ عودٍ أَلفَ عَوّادِ

يا غادِياً رائِحاً عَرِّج عَلى بَرَدى

وَخَلِّني مِن حَديثِ الرائِحِ الغادي

كَم قَد شَرِبتُ بِهِ في ظِلِّ دالِيَةٍ

مِن ماءِ دالِيَةٍ تُنبيكَ عَن عادِ

في جَنبِ ساقِيَةٍ مِن كَفِّ ساقِيَةٍ

قامَت تَثَنّى بِقَدٍّ غَيرِ مُنآدِ

سَمراءُ كالصَعدَةِ السَمراءِ واضِحَةٌ

يَشفي لَمَى شَفَتَيها غُلَّةَ الصادي

لَها بِعَيني إِذا ماسَت عَواطِفُها

جَمالُ مَيّاسَةٍ في عَينِ مِقدادِ

وَهَل أَذَمُّ زَماني في مَحَبَّتِها

وَأَهلُهُ عِندَ أَعدائي وَحُسّادي

وَقَد غَدَوتُ بِفَخرِ الدينِ مُفتَخِراً

عَلى البَرِيَّةِ مِن حَضَرٍ وَمِن بادي

ثَورانَ شاهَ بنَ أَيّوبَ الَّذي شَرُفَت

بِهِ دِمَشقُ عَلى مِصرٍ وَبَغدادِ

مِن اِبنُ مامَةَ وَالطائيُّ في كَرَمٍ

وَشِدَّةِ الباسِ عَمروٌ وَاِبنُ شَدّادِ

كَالبَدرِ إِن غابَ حَلَّت بَعدَهُ ظُلَمٌ

وَإِن أَلَّمَ أَتاكَ المُؤنِسُ الهادي

وَهُوَ الَّذي لَم يَزَل في كُلِّ مَنزِلَةٍ

يَسيرُ خَلفَ العُلى بِالماءِ وَالزادِ

مِن مَعشَرٍ لَم تَزَل نيرانُ حَربِهِم

مَشبوبَةً ذاتِ إِبرِاقٍ وَإِرعادِ

تَمضي مَجالِسُهُم غُرّاً مُحَجَّلَةً

هَزلَ اِبنِ حَجّاجِ في جِدِّ اِبنِ عَبّادِ