رحلت من الشقيف إلى الغراق

رَحَلتَ مِنَ الشَقيفِ إِلى الغُراقِ

بِعَزمٍ كَالمُهَّنَدَةِ الرِقاقِ

وَنَكَّستَ الأَعادي مِنهُ قَهراً

وَمَجدُكَ في ذُرا الجَوزاءِ باقِ

بِجَأشِكَ لا بِجَيشِكَ نِلتَ هَذا

وَبِالتَوفيقِ لا بِالاِتِّفاقِ

فِداؤُكَ مَن مَضى بِالحِصنِ قَبلي

إِلى دارِ الخُلودِ مِنَ الرِفاقِ

وَما نَخشى عَلى الإِسلامِ بَأساً

إِذا هَلَكَ الجَميعُ وَأَنتَ باقِ

أَشاوَرُ كَم تُشاوِرُ كُلَّ خِبٍّ

وَتَنفُقُ عِندَ مِثلِكَ بِالنِفاقِ

أَتَصبِرُ إِن أَتَتكَ بِحارُ خَيلٍ

وَقِدماً ما صَبَرتَ عَلى السَواقي

مَتى رَفَعَت لَكَ السودانُ رَأساً

وَقَد خَلّاهُمُ مِثلَ الزِقاقِ

وَعَيشِكَ ما لَهُ مِن مِصرَ بُدٌّ

وَمِن عِندي ثَلاثاً بِالطَلاقِ

هُوَ الأَسَدُ الَّذي ما زالَ حَتّى

بَنى مَجدَاً عَلى السَبعِ الطِباقِ