عرج على نجد لعلك منجدي

عَرِّج عَلى نَجدٍ لَعَلَّكَ مُنجِدي

بِنَسيمِها وَبِذِكرِ سُعدى مُسعِدي

بَدَوِيَةُ الأَلفاظِ دونَ خَبائِها

خَيلٌ تَروحُ إِلى الطِعانِ وَتَغتَدي

قَد كانَ يُغَنّي لَحظُها وَقَوامُها

عَن كُلِّ خَطِّىٍّ وَكُلِّ مُهَنَّدِ

يا سائِلي لِم دَمعُ عَيني سائِلُ

هاكَ الحَديثَ عَنِ الغَزالِ الأَغيَدِ

مَن لي بِمَعسولِ الثَنايا عَذبِها

لَدنٍ كَخوطِ البانَةِ المُتَأَوِّدِ

أَبَداً هَواهُ لي مُقيمٌ مُقعِدٌ

روحي فِداهُ مِن مُقيمٍ مُقعِدِ

وَلَقَد نَعِمتُ بِوَصلِهِ في نَيرَبٍ

أَلِفَ الرَبيعَ بِرَوضِهِ الغُصنُ النَدِيِّ

أَزهارُهُ مِن جَوهَرٍ وَنَسيمُهُ

مِن عَنبَرٍ وَثِمارُهُ مِن عَسجَدِ

وَعَلى الغُصونِ مِنَ الحَمائِمِ قَينَةٌ

تُغنيكَ عَن شَدوِ الغَريضِ وَمَعبَدِ

وَالماءُ في بَرَدى كَأَنَّ حَبابَهُ

بَرَدٌ جَنَتهُ الريحُ غَيرُ مُجَمَّدِ

بَينا تَراهُ كَالسَجَنجَلِ ساكِناً

حَتى تَراهُ أَجعَداً كَالمِبرَدِ

وَكَأَنَّما أَنفاسُ رِئاهُ ثَنا

أَبقِ الهُمامِ الماجِدِ بنِ مُحَمَّدِ

مَلِكٌ تَشَرَّفَتِ المَنابِرُ بِاِسمِهِ

وَعَلَت مَناقِبُهُ فُوَيقَ الفَرقَدِ

وَعَلى الأَسِرَّةِ وَجهُهُ

شَمسٌ تَجَلَّت مِن بُروجِ الأَسعَدِ