ما كلام الوشاة إلا كلام

ما كَلامُ الوُشاةِ إِلّا كِلامُ

وَحَمامُ الأَراكِ إِلّا حِمامُ

كُلَّ يَومٍ لِلصَبِّ شَهرٌ إِذا لَم

يَرَ فيهِ الحَبيبَ وَالشَهرَ عامُ

لَيتَ شِعري أَحبابَنا ذاكِرونا

لا لَعَمري ما لِلظِباءِ ذِمامُ

عَذَّبوني وَذاكَ في الحُبِّ عَذبٌ

اِسهَروا مُقلَتَيَّ عَلَيهِمُ وَناموا

حَبَّذا حَبَّذا زَمانٌ تَقَضّى

وَاللَيالي كَأَنَّها أَيّامُ

ذُبتُ شَوقاً فَما لِجِسمي خَيّالٌ

طَمَعاً في حَديثِ مَن لا يُرامُ

صاحِ قَد كَثَّرَ الحَواسِدُ في

الحُبِّ لَنا وَالوُشاةُ وَاللُوَّمُ

شَبَّهوا مَن هوبَتُ بِالبَدرِ جَهلاً

كَذَبوا ما تَساوَتِ الأَقدامُ

لَيسَ لِلبَدرِ طُرَّةٌ وَجَبينٌ

وَعَذارٌ وَمَبسِمٌ وَقَوامُ

قَمَرٌ سُحبُهُ الغَلائِلُ وَالشَعرُ

دُجاهُ وَضَوءُهُ الاِبتِسامُ

بابِلِيُّ اللِحاظِ في كُلِّ عُضوٍ

فِيَّ مِن قَوسِ حاجِبَيهِ سِهامُ

حَرَّموا ريقَهُ عَلَيَّ وَلَكِن

صَدَقَ الشَرعُ ما تَحِلُّ المُدامُ

ما حَرامٌ إِحياءُ صَبٍّ وَلَكِن

قَتلُ نَفسٍ بِغَيرِ جُرمٍ حَرامُ