ميلو إلى الدار من ذات اللمى ميلوا

ميلو إِلى الدارِ مِن ذاتِ اللَمى ميلوا

كَحلاءَ ما جالَ في أَجفانِها ميلُ

هَذا بُكائي عَليهِما وَهِيَ حاضِرَةٌ

لا فَرسَخٌ بَينَنا يَوماً وَلا ميلُ

مَمشوقَةُ القَدِّ ما في شَنفِها خَرَسٌ

وَلا تَضُجُّ بِساقَيها الخَلاخيلُ

كَأَنَّما قَدُّها رُمحٌ وَمَبسِمُها

صُبحٌ وَحَسبُكَ عَسّالٌ ومَعسولُ

في كُلِّ يَومٍ بِعَينَيها وَقامَتِها

دَمي وَدَمعي عَلى الأَطلالِ مَطلولُ

إِن يَحسُدوني عَليها لا أَلومُهُمُ

لِذاكَ جارَ عَلى هابيلَ قابيلُ

إِنّي لَأَعشَقُ ما يَحويهِ بُرقُعُها

وَلَستُ أُبغِضُ ما تَحوي السَراويلُ

وَرُبَّ ساقٍ سَقانيها عَلى ظَمَأٍ

مُهَفهَفٍ مِثلَ خوطِ البانِ مَجدولُ

حَتّى إِذا ما رَشَفنا راحَ راحَتِهِ

وَهناً وَاِنقالَنا عَضٌ وَتَقبيلُ

جاءَت عَلَيَّ يَدُ الساقي وَمُقلَتُهُ

لَكِنَّني بِزِمامِ العَقلِ مَعقولُ

فَكيفَ أَخشى صُروفَ الدَهرِ إِن وَثَبَت

وَسَيفُ مَولايَ سَيفِ الدينِ مَسلولُ

مَلكُ عَنِ المَجدِ يَوماً لَيسَ يَشغَلُهُ

كَأسٌ دِهاقٌ وَلا حَسناءُ عُطبولُ

وَهَل يَقصُرُ عَن بَأسٍ وَعَن كَرَمٍ

وَقَد تَجَمَّعُ فيهِ الطَولُ وَالطولُ