يا صاح قد صاح الحمام وغردا

يا صاحِ قَد صاحَ الحَمامُ وَغَرَّدا

دَع في المُدامِ وَشُربِهِا مُن فَنَّدا

أَو ما تَرى شَجرَ الخَريفِ كَأَنَّما

أَوراقَهُ ذَهَبٌ وَكُنَّ زَبَرجَدا

وَالكَأسُ تُعطيها لُجيناً كُلَّما

غُنّيتَ مِن طَرَبِ وَتَأخُذُ عَسجَدا

مِن كَفِّ أَبلَجَ كَالصَباحِ مُهَفهَفٍ

فَضَحَ الغُصونَ رَشاقَةً وَتَأَوُّدا

عَبَثَ العُقارُ بِعَينِهِ فَتَنَرجَسَت

أَجفانُها وَبِخَدِّهِ فَتَوَرَّدا

قَمَرٌ يَغيبُ إِذا بَدَأَت مَلالَةً

وَأَغيبُ مِن حَذرِ الوُشاةِ إِذا بَدا

نادَيتُ طَرَّتَهُ وَضَوءَ جَبينِهِ

سُبحانَ مَن قَرَنِ الضَلالَةَ بِالهُدى