ألا يا عين فأنهمري بغزر

ألا يا عَيْنُ فأنهمِرِي بغَزْرِ

وفِيضِي عَبْرةً من غَيْرِ نِزْرِ

ولا تَعِدِي عَزَاءِ بعد يحيىَ

فقد غُلِبَ العَزاءِ وعِيلَ صَبْري

ومَرْزِئَةٍ كأنَّ الجوفَ منْها

بُعَيْد النَّومِ يُسْعَرُ حَرَّ جَمْرِ

على يَحْيى وأيُّ فتًى كيَحْيَى

لعَانٍ عائِلٍ غَلِقٍ بوِتْرِ

وللخصْمِ الألدّ إذا دَعانِي

ليأخذَ حَقَّ مَقْهُورٍ بقَسْرِ

وللأضْيَاف إن طَرقُوا هُدُوًّا

وللكَلِّ المُكِلِّ وكُلّ سَفْرِ

إذا نزلَتْ بهم سَنَةٌ جَمَادٌ

أبِيُّ الدَّرِّ لم تُكْسَعْ بغُبْرِ

هُنَالك كان غيثَ حَيًا تَلاقَتْ

يَدَاهُ في جَنَابٍ غيرِ وَعْرِ

وأحْيَا من مُخَبَّأَةٍ حَيَاءً

وأجرأُ من أبي شِبْلٍ هِزَبْرِ

هَرِيتِ الشِّدْق ريِبالٍ إذا مَا

عدَا لم تُنْهَ عَدْوَته بزجْرِ

تَدِينُ الجَاذِياتُ له إذا مَا

سمعنَ زئيرَهُ في كُلّ فَجْرِ

فإمّا يُمْسِ في جَدَثٍ ضَريحٍ

بمُغَبّرٍ من الأرواح قفْرِ

فقد يَعْصَوصِبُ الجَادُون مِنْه

بأرْوَع ماجِدِ الأعْراقِ غَمْرِ

إذا ما الضَّيفُ حَلَّ على ذَراهُ

تلقَّاهُ بوَجْهٍ غير بَسْرِ

ندًى صافٍ يَبِينُ العِتْقُ فيه

يُبَيِّنُ قُبْلَ مَقْدَعةٍ ونُكْرِ

تُفَرَّجُ بالنَّدَى الأبوابُ عنهُ

ولا يكْتَنُّ دُونَهُمُ بسِتْرِ

دَهاَني الحادثاتُ بِهِ فأمسَتْ

عَلَىّ هُمُومُها تَغْدُو وتَسْري