كلثم أنت الهم يا كلثم

كلثمُ أَنتِ الهَمُّ يا كَلثَمُ

وَأَنتمُ دائي الَّذي أَكتُمُ

أُكاتِمُ الناسَ هَوىً شَفَّني

وَبَعضُ كتمانِ الهَوى أحزمُ

قَد لُمتِني ظُلماً بِلا ظُنَّةٍ

وَأَنتِ فيما بَينَنا أَلومُ

أُبدي الَّذي تُخفينَهُ ظاهِراً

أرتَدُّ عَنهُ فيك أَو أُقدِمُ

إِمّا بِيَأسٍ مِنكَ أَو مَطمَعٍ

يُسدي بِحُسنِ الوُدِّ أَو يلحمُ

لا تَترُكيني هَكذا مَيِّتاً

لا أُمنَحُ الوُدَّ وَلا أُصرَمُ

أوفِي بِما قُلتِ وَلا تَندَمي

إِنَّ الوَفِيَّ القَولِ لا يَندَمُ

آيَةُ ما جِئتُ عَلى رقبَةٍ

بَعدَ الكرى وَالحَيُّ قَد نَوَّموا

أُخافِتُ المَشيَ حِذارَ العِدا

وَاللَّيلُ داجٍ حالِكٌ مُظلِمُ

وَدونَ ما حاوَلتُ إِذ زُرتُكُم

أَخوكِ وَالخالُ مَعاً وَالعَمُ

وَلَيسَ إِلّا اللَهُ لي صاحِبٌ

إِلَيكُم وَالصّارِمُ اللَّهذَمُ

حَتّى دَخَلتُ البَيتَ فَاِستَذرَفَت

مِن شَفَقٍ عَيناكَ لي تَسجمُ

ثُمَّ اِنجَلى الحزنُ وَرَوعاتُهُ

وَغُيِّبَ الكاشِحُ وَالمُبرَمُ

فَبِتُّ فيما شِئت مِن نعمَةٍ

يَمنَحُنيها نَحرُها وَالفَمُ

حَتّى إِذا الصُّبحُ بَدا ضَوءُهُ

وَغارَتِ الجَوزاءُ وَالمِرزَمُ

خَرَجتُ وَالوَطءُ خَفِيٌّ كَما

يَنسابُ مِن مَكمَنِهِ الأَرقَمُ